وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ: يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ [يوسف/ ٨٤] فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا [النجم/ ٢٩] فهذا مع دخول الزيادة الفعل وفي غير الزيادة قوله: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [التوبة/ ٢٥] والحال مؤكّدة لأن في وليتم دلالة على أنهم مدبرون، فهذا على نحوين: أما ما لحق التاء أوله، فإنه يجوز أن يكون من باب: تحوّب وتأثّم إذا ترك الحوب والإثم، وكذلك إذا ترك الجهة التي هي المقابلة، ويجوز أن تكون الكلمة استعملت على الشيء وعلى خلافه، كالحروف المروية في الأضداد. فأما قوله تعالى «٢»: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ [آل عمران/ ١١١] وقوله: وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ [الحشر/ ١٢] وقوله: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [القمر/ ٤٥] فهذا منقول من فعل، تقول: داري تلي داره، ووليت داري داره، وإذا نقلته «٣» إلى فعّل قلت: وليت مآخيره، وولّاني مآخيره، ووليت ميامنه. وولّاني ميامنه، فهو مثل: فرح وفرّحته،
وليس مثل: لقي وألقيته، وقوله تعالى «٤»: لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ [الحشر/ ١٢] وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [القمر/ ٤٥] المفعول الثاني الزائد في نقل «فعل» إلى «فعّل» محذوف فيه «٥»، ولو لم يحذف كان «٦» كقوله: يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ [آل عمران/ ١١١]
(٢) سقطت من (ط). (٣) في (م): إذا نقله. (٤) سقطت من (ط). (٥) في (ط): منه. (٦) في (ط): لكان.