قال أبو علي: قد قلنا في الإمالة في نحو (طه)، والتفخيم فيما تقدم، والتفخيم لغة أهل الحجاز، ولغة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
[طه: ١١، ١٢]
اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عز وجل: يا موسى إني أنا ربك [طه/ ١١، ١٢].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو:(أنّي) بفتح الألف والياء.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: إني بكسر الألف، وفتح نافع الياء «١».
من كسر فلأن الكلام حكاية، كأنه نودي فقيل: يا موسى إنّي أنا ربك، والكسر أشبه بما بعد مما هو حكاية، وذلك قوله: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، وقوله: وأنا اخترتك [طه/ ١٣]، فهذه كلّها حكاية، فالأشبه أن يكون قوله: إني أنا ربك كذلك أيضا.
ومن فتح كان المعنى: نودي بكذا، ونادى قد يوصل بحرف الجر، قال:
ناديت باسم ربيعة بن مكدم ... أنّ المنوه باسمه الموثوق
«٢» وقال:
ونادى بها ماء إذا ثار ثورة «٣» المعنى: ونادى بندائها ماء، فقوله: ماء قد وقع النداء عليه، ومن الناس من يعمل هذه الأشياء التي هي في المعنى قول، كما يعمل
(١) السبعة ٤١٧ وزاد بعدها من نسخة: وأسكنها الباقون. (٢) البيت في الخزانة ٢/ ٥٢١ عرضا ولم ينسبه وانظر البحر المحيط ٦/ ٢٣٠. (٣) لم نعثر عليه.