قال أبو علي: الذي يقوّي بناء الفعل للمفعول به قوله تعالى «٢»:
(فلهم جنات المأوى)[السجدة/ ١٩] فأبهم ذلك كما أبهم قوله:
(أخفي لهم)[السجدة/ ١٧]، ولم يسند إلى الفعل «٣» بعينه، ولو كان (أخفي) كما قرأ حمزة وهي قراءة الأعمش لكان: أعطيهم جنات المأوى، فيوافق «٤» أعطي أخفي في ذكر فاعل الفعل، ويقوّي ذلك أيضا، قوله تعالى:(كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم)[السجدة/ ٢٠] فكما أنّ الفعل في ذلك مبني للمفعول، ولم يسند إلى فاعل بعينه، فكذلك ينبغي أن يكون ما يعطف عليه من «٥» قوله تعالى «٦»: أخفي لهم. ويقوّي قراءة حمزة أخفي «٧» أن أخفي إنّما هو مثل قوله: لآتينا كل نفس [السجدة/ ١٣] وقوله: حق القول مني [السجدة/ ١٣] ويتّصل بالحرف قوله: ومما رزقناهم ينفقون [السجدة/ ١٦] فهذا كلّه يقوّي أخفي لأنّ قوله: آتينا ورزقنا في المعنى مثل لفظ المفرد، فأمّا ما في قوله: ما أخفي لهم فالأبين فيه أن يكون استفهاما، وهو عندي قياس قول الخليل، فمن
(١) السبعة ص ٥١٦. (٢) سقطت من ط. (٣) في ط: فاعل. (٤) في ط: ليوافق. (٥) في ط: في. (٦) سقطت من ط. (٧) كذا في ط وسقطت من م.