فجعلوا بمنزلة من هذه حاله، والآخر: أنّ اللَّه سبحانه «١» وصف ضلالتهم، فقال: إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا [يس/ ٨] فأمسكوا أيديهم عن الإنفاق، كما قيل «٢» في اليهود: غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا [المائدة/ ٦٤] ويقوّي هذا الوجه [قوله سبحانه]«٣»: وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم [يس/ ١٠].
[يس: ١٤]
اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله جلّ وعزّ: فعززنا بثالث [يس/ ١٤].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل [عن عاصم]:
فعززنا خفيفة.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم: فعززنا مشدّدة الزاي.
[قال أبو علي]«٤» قال بعضهم: عزّزنا: قوّينا وكثّرنا. وأمّا عززنا: فغلبنا من قوله: وعزني في الخطاب [ص/ ٢٣] وقال جرير:
أعزّك بالحجاز وإن تسهّل بغور الأرض تنتهب انتهابا «٥»
[يس: ١٩]
المفضل عن عاصم: أين ذكرتم [يس/ ١٩] بهمزة بعدها ياء والكاف مشددة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر أئن
(١) في ط: عزّ وجلّ. (٢) في ط: قال. (٣) سقطت من ط. (٤) سقطت من ط. (٥) ديوانه ٢/ ٨٢٥.