وأظنّ «١» أبا عبيدة «٢» اعتبر ما روي عن الحسن في تفسير الآية، «٣» لأنّه قال في قوله: يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ: له ختام، أي: عاقبة ختامه مسك، أي: عاقبته، وأنشد لابن مقبل:
مما يفتّق في الحانوت ناطفها ... بالفلفل الجون والرمان مختوم
«٤» فتأوّل الختام على العاقبة ليس على الختم الذي هو الطبع. وهذا قول الحسن: مقطعه مسك.
ولا يستقيم أن يتأوّل المختوم في الآية في صفة الرحيق على معنى الختم الذي هو الطبع لقوله: وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ [محمد/ ١٥] وقال: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ [الواقعة/ ١٧] وقال: «٥» يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ [الصافات/ ٤٦] فقوله: (بيضاء) مثل قوله: قواريرا قواريرا من فضة [الإنسان/ ١٥ - ١٦] أي: قوارير كأنّها في بياضها من
(قرد) وينسبه الأساس إلى ابن ميادة. والرواية فيها جميعا أعجم بكسر الميم. والبيت آخر خمسة أبيات أوردها التبريزي مجرورة الروي. (١) في ط: وأظن أن. (٢) انظر مجاز القرآن له ٢/ ٢٩٠. (٣) في (ط): هذه الآية. (٤) يفتق، فتق الشيء، شقه. الحانوت: دكان الخمار. ناطف، نطف الماء كنصر وضرب: سال. الجون: يطلق على الأبيض والأسود، ويروى الشطر الأول في الديوان (٢٦٨): صرف ترقرق في الناجود ناطلها. والمعنى: آخر ما تجد من طعم هذه الخمر هو طعم الفلفل والرمان. (٥) في (ط): وقال عز وجل.