عن عاصم:(ما تدعون) بالتاء، حفص عن عاصم: ما يدعون بالياء «١».
[قال أبو علي]«٢» حجّة الياء: أن الذي تقدمه غيبة مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ... لو كانوا يعلمون [العنكبوت/ ٤١]، إن الله يعلم ما يدعون [العنكبوت/ ٤٢] والتاء على: قل لهم:
(إنّ الله يعلم ما تدعون)، لا يكون إلّا على هذا، لأنّ المسلمين لا يخاطبون بذلك، و (ما) استفهام موضعه نصب بتدعون، ولا يجوز أن تكون نصبا بيعلم، ولكن صار الجملة التي هي منها في موضع نصب بيعلم، والتقدير: إنّ الله يعلم: أوثنا تدعون من دونه أو غيره؟ أي: لا يخفى ذلك عليه، فيؤاخذكم على كفركم، ويعاقبكم عليه.
ولا يكون: يعلم بمعنى يعرف، كقوله تعالى «٣»: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت [البقرة/ ٦٥]، لأنّ ذلك لا يلغى، وما لا يلغى، لا يعلّق، ويبعد ذلك دخول من في الكلام، وهي إنّما تدخل في نحو قولك: هل من طعام؟ وهل من رجل؟ ولا تدخل في الإيجاب، وهذا قول الخليل، وكذلك قال «٤»: فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار [الأنعام/ ١٣٥]، المعنى: فسوف يعلمون:
المسلم تكون له عاقبة الدار أم الكافر؟ وكلّ ما كان من هذا، فهكذا «٥» القول فيه، وهو قياس قول الخليل.
(١) السبعة ص ٥٠١ مع اختلاف يسير في العبارة. (٢) سقطت من ط. (٣) سقطت من ط. (٤) في ط: قوله. (٥) في م: فهذا.