وانطماس هذا الأثر الدال على العين، وانبعاج كظائم (١) سخن العين (٢).
وكان قد يستناخ بعرصتها (٣) ولا منيخ، وينشد بعقوتها (٤) ولا مصيخ، عفت الديار محلها (٥) فمقامها (٦) اللهم إلا قمامها وهامها (٧).
وإن عصرنا هذا والله المستعان عليه، والمشتكى من أهله إليه، نحريرهم في الحديث من حفظ كتاب القضاعي (٨) أو كتبه، ونقابهم (٩) من اختصر «النجم»(١٠)
= الجدار للدور، والحائط للكرم والبستان. (١) انبعاج انشقاق كظائم جمع كاظمة، وهي بئر في جنبها بئر وبينهما مجرى. (٢) جمع سخنة، وهي الدمعة الحارة، يقال: سخنت العين بالكسر؛ أي: بكت، وسخن الماء بالضم والفتح؛ أي: صار حارا. (٣) أي: في عرصة رباع الحديث، العرصة: قطعة واسعة بين الدور وليس فيها بناء. ولا منيخ: اسم فاعل من أناخ، وهي إبراك الإبل. (٤) ينشد: يرفع الصوت. بعقوتها: في ساحة الرباع وما حولها. لا مصيخ: لا مسمع. (٥) من حل بمعنى نزل، وأراد به الذين ينزلون بها. (٦) مصدر من أقام بمعنى: أدام، أراد به الذين طال مكثهم فيها. (٧) قمامها: جمع قمامة، وهي الكناسة هامها جمع هامة وهي نوع من طيور الليل. (٨) هو أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون، شهاب الدين، القضاعي، العلامة، القاضي، الفقيه، الشافعي، المصري، كتابه المسند هو: «شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب»، (ت: ٤٥٤ هـ). انظر: «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٤/ ٢١٢)، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٩٢/ ١٨). (٩) أي: علامتهم. (١٠) مراده: كتاب «النجم من كلام سيد العرب والعجم» الذي عارض به مؤلفه وهو أحمد بن معد بن عيسى أبو العباس المعروف بابن الإقليشي (ت: ٥٥٥٠) - الشهاب القضاعي. انظر: «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٥٨)