بين ثوابت الخبر (١) والأثر عداء تقيدت له أو ابدها (٢)، ومن صرد شربه، وشرد نومه (٣)، قاد حزبه، وساد قومه.
وهذه رباع الحديث ممحلة معطلة (٤)، ومن أحيا أرضا ميتة فهي له، وكأني إذا جعلتها طريقي، وعززت (٥) على المصاحبة إليها رفيقي، ووجدت مرادها معاد (٦) الذئاب العادية، وصحاصحها أماكن متعادية (٧)، تتجاوب الأصداء (٨) في أرجائها، وتتناوب العوافي إلى مائها (٩)، وتخطب على منابرها الأبوام (١٠)، بعد ما هدرت بها شقاشق (١١) الأقوام، قد الحمت الجنائب (١٢)
(١) وهو ما صدر عن النبي ﵇، والمراد بثوابته: صحاحه. (٢) تقيدت: أي: صارت ذات قيد أوابدها جمع آبدة بالمد، وهو التوحش والنفور، ويقال: هذه آبدة من الأوابد إذا كانت نادرة في بابها لا نظير لها في حسنها. عداء: مصدر عادى المتقدم. (٣) صرد: قلل، وشرد: طرد. (٤) رباع: جمع ربع، أي: منزل ممحلة: اسم فاعل من أمحلت؛ أي: صارت ذات محل وهو يبس الكلأ بانقطاع المطر. معطلة: أي: خالية عن أهلها. (٥) أي: غلبت. (٦) أي: مرجع. (٧) أي: أماكنها أماكن متفاوتة. (٨) جمع الصدى وهو الصوت المسموع مثل صوتك من الجبال. (٩) تتناوب: تتعاقب العوافي: واردة الماء. إلى مائها: ماء رباع الحديث. (١٠) جمع بوم: وهو طائر يسكن المواضع الخربة. (١١) هدرت صوتت شقاشق جمع شقشق، وهي لهاة البعير العربي، وقيل: هو شيء كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج. (١٢) ألحمت: هي صفة ثالثة للأماكن أو حال عنها، يقال: ألحم الناسج الثوب إذا جعل فيه اللحمة، وهي خلاف السدى.