الأول: قد أشرنا -فيما تقدم- إلى اشتهار المسح على الخفين، وصيرورته من شعار أهل السنة، حتى يذكروه في العقائد إرغاماً لمن خالف فيه من الرافضة، قال الإمام أحمد - رضي الله عنه - في رواية الميموني: سبعة وثلاثون نفساً يروون المسحَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).
وقال ابن عبد البر: نحو من أربعين (٢).
وروى ابن المنذر، عن الحسن، قال: حدثني سبعون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه مسح على الخفين (٣).
وذكر ابن عبد البر عنه: أنه قال: أدركتُ سبعين رجلاً من أصحاب رسول - صلى الله عليه وسلم - يمسحون على الخفين (٤).
وقال الإمام أحمد: ليس في قلبي من المسح شيءٌ، فيه أربعون حديثاً عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رفعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وما وقفوا (٥).
قال في "تنقيح التحقيق": قد روى حديثَ المسح: عمرُ، وعليٌّ، وسعدٌ، وبلالٌ، وثوبانُ، وعبادةُ بنُ الصامت، وحذيفةُ، وأنسٌ، وسهل بنُ سعد، وأسامةُ بنُ زيد، وأسامةُ بنُ شريك، وصفوان بنُ عَسَّال،
(١) انظر: "شرح العمدة" لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٢٤٩). (٢) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (١١/ ١٣٧). (٣) رواه ابن المنذر في "الأوسط" (١/ ٤٣٣). (٤) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (١١/ ١٣٧). (٥) انظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (١/ ١٨٤). وانظر: "المغني" لابن قدامة (١/ ١٧٤).