توضأ فنسي أن يستنشق، فلما ولى الغلام بالكوز قال: نسينا أمر رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ فدعا بماء فاستنشق» (١).
وعن إبراهيم قال:«يُعيد الرجل الوضوء من نسيان المضمضة والاستنشاق»(٢).
فإن قيل: أما حديث عائشة فقد قال الدارقطني (٣): إنه تفرد به عصام بن يوسف (٤)، ووصله، ووهم فيه، والصواب عن ابن جريج (٥)، عن سليمان بن موسى (٦)، عن النبي ﵇ مرسلاً، ولو قدر صحته فمعناه:
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الطهارات، باب من يأمر بالاستنشاق ١/ ٣٣، ح ٢٧٥، والأثرم في السنن، باب فيمن نسي المضمضة والاستنشاق في وضوئه ص ٢٣٦، ح ٣٠. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الطهارات، باب في الرجل ينسى المضمضة والاستنشاق ١/ ١٧٩، ح ٢٠٦١، والأثرم في السنن، باب فيمن نسي المضمضة والاستنشاق في وضوئه ص ٢٣٥، ح ٢٧ من طريق حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي. (٣) تقدم توثيق كلام الدارقطني عند تخريج الحديث. (٤) عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة، أبو محمد الباهلي البلخي، أخو إبراهيم بن يوسف، كان هو وأخوه شيخي بلخ في زمانهما، قال ابن حبان: كان صاحب حديث ثبتاً في الرواية وربما أخطأ. وقال ابن عدي: روى عن الثوري وغيره أحاديث لا يتابع عليها. وقال الخليلي: صدوق. مات سنة ٢١٥ هـ. [ينظر: الثقات لابن حبان ٨/ ٥٢١، الكامل لابن عدي ٨/ ٥٢٧، الإرشاد في معرفة علماء الحديث ٣/ ٩٣٧، تاريخ الإسلام ٥/ ٣٩٦]. (٥) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، مولى بني أمية، وعالم أهل مكة، ولد بعد سنة ٧٠ هـ وقيل غير ذلك، وكان أحد أوعية العلم، ربما دلس، وهو أول من صنف التصانيف في الحديث، وكان صاحب تعبد وخير، وما زال يطلب العلم حتى شاخ، مات في عشر ذي الحجة سنة ١٥٠ هـ. [ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ١٦٣، تاريخ الإسلام ٣/ ٩١٩]. (٦) سليمان بن موسى الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق، صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل. قال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي: هو أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث. قال مطعم بن المقدام: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سيد شباب أهل الشام: سليمان بن موسى. وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت منه. مات سنة ١١٥ هـ وقيل غير ذلك. [ينظر: تقريب التهذيب ص ٢٥٥، سير أعلام النبلاء ١٠/ ٣٥].