وهذه الأخبار اشتهر العمل بها في السلف فروى الأثرم عن مجاهد (١) أنه قال: «المضمضة والاستنشاق نصف الوضوء»(٢).
وعن عطاء:«من نسي المضمضة والاستنشاق يُعيد»(٣).
وعن عمرو العنبري (٤) قال: «أبصرت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٥)
(١) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي الإمام المقرئ المفسر، الحافظ، أحد الأعلام، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، ولد في خلافة عمر، قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقفه عند كل آية، أسأله: فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ وقال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد، توفي وهو ساجد سنة ١٠٢ هـ، وقيل غير ذلك. [ينظر: تاريخ الإسلام ٣/ ١٤٨، تذكرة الحفاظ ١/ ٧١]. (٢) أخرجه الأثرم في السنن، باب فيمن نسي المضمضة والاستنشاق في وضوئه ص ٢٣٥، ح ٢٥ من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الطهارات، باب في الرجل ينسى المضمضة والاستنشاق ١/ ١٧٩، ح ٢٠٥٧، والأثرم في السنن، باب فيمن نسي المضمضة والاستنشاق في وضوئه ص ٢٣٥، ح ٢٦ من طريق قيس بن سعد، عن عطاء. (٤) عمرو العنبري، روى عن ابن عباس، روى عنه أبو بشر جعفر بن إياس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. بهذا القدر تكلّم عنه من ترجم له ـ فيما وقفت عليه ـ. [ينظر: الجرح والتعديل ٦/ ٢٧١، التاريخ الكبير ٦/ ٣٨٤]. (٥) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أبو عبد الله الهذلي المدني الضرير، ابن أخي عبد الله بن مسعود، وأحد الفقهاء السبعة، من أعلام التابعين، لقي خلقاً كثيراً من الصحابة، وكان إماماً حجة حافظاً مجتهداً، قال: ما سمعت حديثاً قط فأشاء أن أعيه إلا وعيته. وكان يعدّ من الشعراء. وقيل: هو مؤدب عمر بن عبد العزيز، توفي بالمدينة سنة ٩٨ هـ وقيل غير ذلك. [ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ١١٥، تاريخ الإسلام ٢/ ١١٣٧].