إذا صلى في ثوب غصب، أو أرض غصب، أو ثوب حرير لم تصح صلاته (١)، هذا مذهبنا في أصح الروايتين (٢)، اختارها شيوخ المذهب ﵏(٣)، وهو قول أبي علي الجُبَّائي (٤)، وأبي هاشم ولده (٥)، وأبي شمر (٦)،
(١) ينظر: الهداية ١/ ٢٩، ٣٠، زاد المسافر ٢/ ١١٥، الإنصاف ١/ ٤٥٧٧، ٤٩١، المبدع ١/ ٣٦٧، ٣٩٤. (٢) ينظر: الروايتين والوجهين ١/ ١٥٨، الهداية ١/ ٢٩، ٣٠، زاد المسافر ٢/ ١١٥. (٣) كأبي الخطّاب في الانتصار ٢/ ٤٠٦. (٤) محمد بن عبد الوهاب بن سلام، أبو علي الجبائي البصري، شيخ المعتزلة، ولد سنة ٢٣٥ هـ وكان رأساً في الفلسفة والكلام. أخذ عن: يعقوب بن عبد الله الشحام البصري رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره، وله مقالات مشهورة، وأخذ عنه: ابنه أبو هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشعري. ثم أعرض الأشعري عن طريق الاعتزال وتاب منه. مات في شعبان سنة ٣٠٣ هـ. [ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٦٧، تاريخ الإسلام ٧/ ٧٠]. (٥) عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب، أبو هاشم بن أبي علي البصري الجبائي، كان هو وأبوه من رؤوس المعتزلة، وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما، وله تصانيف وتلامذة، وكان يصرح بخلق القرآن كأبيه، ويقول بخلود الناس في النار، وأن التوبة لا تصح مع الإصرار عليها، وكذا لا تصح مع العجز عن الفعل، فقال: من كذب ثم خرس، أو من زنا ثم جب ذكره، ثم تابا لم تصح توبتهما، وأنكر كرامات الأولياء. مات ببغداد في شعبان سنة ٣١٢ هـ. [ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ١٨٣، تاريخ الإسلام ٧/ ٤٤٤]. (٦) أبو شمر الحنفي، من بني حنيفة، معتزلي من أصحاب إبراهيم بن سيار النّظام إلا أنه خالفه في الوعيد، وفي المنزلة بين المنزلتين، وجمع بين الإرجاء والقدر، وإليه تنسب الشمرية طائفة من المرجئة، قال السمعاني: كان يزعم أن الإيمان هو المعرفة بالله، والمحبة والخضوع له بالقلب، والإقرار له بأنه واحد ليس كمثله شيء ما لم يقم عليه حجة الأنبياء، وإن قامت حجتهم عليه فالإقرار بهم وتصديقهم واجب من الإيمان، والمعرفة بما جاء من عند الله غير داخل في الإيمان، وليس كل خصلة من خصال الإيمان إيماناً ولا بعض إيمان وإذا اجتمعت كان إيماناً، كالسواد والبياض في الفرس بلق وليس كل واحد منهما بلقاً ولا بعض البلق، وجعل هؤلاء ترك الخصال كلها وترك كل خصلة منها كفراً، هذا هو المشهور من قوله، ذكره القاضي عبد الجبار المعتزلي في الطبقة السادسة من طبقات المعتزلة، وقال: لكنه كان يخالف في الإرجاء. [ينظر: فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص ٢٦٨، الفرق بين الفرق ص ١٩٠، الملل والنحل ١/ ٥٩، ١٤٥، الأنساب للسمعاني ٨/ ١٤٧، الخطط للمقريزي ٤/ ١٧٧].