إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يَهْدِ الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ تسليماً كثيراً، أما بعد:
فقد صُنِّفت كتبٌ في (المفردات) عند الحنابلة؛ منها ما هو في رؤوس المسائل المفردة، ومنها ما هو في الخلاف العالي، ومن أهم المصنفات في الخلاف العالي «المفردات» لأبي الحسن ابن الزاغوني الحنبلي المتوفى ٥٢٧ هـ.
وهذا الكتاب مكوّن من جزئين، الثاني منهما مفقود، أما الأول فيبدأ من (كتاب الطهارة) إلى (مسألة إذا مثّل بعبده قاصداً من كتاب الغصب)، وقد عقدتُ العزم على تحقيق ودراسة وإخراج هذا الجزء، لما يلي:
أهميَّة الكتاب وأسباب اختياره:
١ ـ الرغبة في خدمة الفقه الإسلامي عموماً، والفقه الحنبلي على وجه الخصوص، ومن ذلك كتب التراث؛ فإن في تحقيقها وإخراجها إضافةً متميّزةً لمكتبة الفقه الزاخرة.
٢ ـ ما تبوّأه صاحب هذا الكتاب من مكانةٍ علميَّةٍ رفيعةٍ في المذهب الحنبلي، فهو أحد أعلامه وذو قدمٍ راسخةٍ فيه.
٣ ـ أن هذا الكتاب «المفردات» ذو قيمةٍ علميَّة كبيرة، وأبيّن هنا موجزها:
أ ـ أنّ مؤلّفه أحد المجتهدين في المذهب الحنبلي، وممن بلغ مرتبة الترجيح بين الروايات والأوجه.