للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مسألة]

لا تصح إمامة الفاسق سواء كان فسقه باعتقاده، أو أفعاله (١)، هذا مذهبنا في إحدى الروايتين (٢)، اختارها الخرقي (٣)، وأبو بكر (٤)، وهي مذهب واثلة بن الأسقع (٥)، والحسن، ومحمد بن الحسن بن محمد بن علي (٦)، وأبي بكر ابن عياش (٧) (٨)، ومعاذ بن معاذ (٩)، وسفيان الثوري (١٠)،


(١) ينظر: الهداية ١/ ٤٤، المبدع ٢/ ٦٤، شرح الزركشي ٢/ ٨٥، الإنصاف ٢/ ٢٥٢.
(٢) ينظر: الروايتين والوجهين ١/ ١٧٢، الجامع الصغير ص ٥٣.
(٣) ينظر: متن الخرقي ص ٢٩ وعبارته: «ومن صلى خلف من يعلن ببدعة أو بسكر أعاد»، وشرح هذه العبارة ابن قدامة في المغني ٢/ ١٣٧ بالفسق.
(٤) ينظر: الانتصار ٢/ ٤٦٥.
(٥) واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر، وقيل: واثلة بن عبد الله بن الأسقع، كان ينسب إلى جده، ويقال: الأسقع لقب، واسمه عبد الله، أسلم والنبي يتجهز إلى تبوك وشهدها، ويقال: إنه خدم النبي ثلاث سنين، وكان من أهل الصفة، ويقال: إنه نزل البصرة وله بها دار، ثم نزل الشام، وكان منزله على ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية يقال لها البلاط، وشهد فتح دمشق، وحمص، وغيرهما، ثم تحول إلى بيت المقدس، ومات بها سنة ٨٥ هـ وقيل غير ذلك. وهو آخر من مات بدمشق من الصحابة. [ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٥٦٣، أسد الغابة ٤/ ٦٥٢، الإصابة ٦/ ٤٦٢].
(٦) نسب القول لواثلة والحسن ومحمد بن الحسن أبو الخطاب في الانتصار ٢/ ٤٦٥.
(٧) أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الحناط الكوفي المقرئ العابد، أحد الأئمة الكبار، مولى واصل الأحدب، في اسمه عدة أقوال أشهرها: شعبة، ولد سنة ٩٥ هـ، وقرأ القرآن على عاصم ثلاث مرات، وهو أنبل أصحابه، وكان من أرباب الحديث والعلماء المشاهير، وهو أحد راويي القراءات عن عاصم، قرأ عليه: الكسائي، ويحيى العليمي، ويعقوب الأعشى، وقد جاء من غير وجه عن أبي بكر أنه مكث أربعين عاماً يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة. مات جمادى الأولى سنة ١٩٣ هـ. [ينظر: وفيات الأعيان ٢/ ٣٥٣، تاريخ الإسلام ٤/ ١٢٦١].
(٨) ينظر: الانتصار ٢/ ٤٦٥.
(٩) ينظر: الانتصار ٢/ ٤٦٥.
(١٠) أخرجه حرب في المسائل، باب الصلاة خلف القدرية وغيرهم من أهل البدع ص ٥٢٢، ح ١١١٩، عن أحمد بن يونس، قال: سمعت رجلاً قال لسفيان الثوري: رجل يكذب بالقدر؛ أصلي وراءه؟ قال: «لا تقدموه». قال: هو إمام القرية؛ ليس لهم إمام غيره؟ قال: «لا تقدموه، لا تقدموه»، ومن طريق عمر بن الهيثم، قال: قيل للثوري: ما تقول في رجل صلى خلف قدري؟ فقال: «أعدها ولو أربع سنين».

<<  <   >  >>