وتعلقوا من حيث السنة: بما روى ابن مسعود (١)، وابن عمر (٢)، وأبو هريرة (٣) عن النبي ـ صلَّى الله عليه ـ أنه قال: «من توضأ وذكر اسم الله عليه كان طهوراً لسائر جسده، ومن لم يذكر اسم الله كان طهوراً/ لما مر عليه من الماء»(٤)، فأثبت له طهارة الأعضاء مع عدم التسمية.
(١) أبو عبد الرحمن، عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، من أكابر الصحابة فضلاً وعقلاً، وقرباً من رسول الله ﷺ، وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإسلام وكان من المكثرين في رواية الحديث عن النبي ﷺ، قدم المدينة في خلافة عثمان، فتوفي فيها عن نحو ستين عاماً؛ سنة ٣٢ هـ. [ينظر: أسد الغابة ٣/ ٣٠٦، سير أعلام النبلاء ١/ ٤٦١، الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ١٩٨]. (٢) أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، صحابي، من أعز بيوتات قريش في الجاهلية، كان جريئاً جهيراً، نشأ في الإسلام، وهاجر إلى المدينة مع أبيه، وشهد فتح مكة، ومولده ووفاته فيها، أفتى الناس في الإسلام ستين سنة، ولما قتل عثمان عرض عليه نفر أن يبايعوه بالخلافة فأبى، وهو آخر من توفي بمكة من الصحابة، توفي سنة ٧٣ هـ. [ينظر: الاستيعاب ٣/ ٩٥٠، أسد الغابة ٣/ ٣٣٦، سير أعلام النبلاء ٣/ ٢٠٣]. (٣) أبو هريرة الدوسي، صاحب رسول الله ﷺ، اختلفوا في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام، كُنِّي أبا هريرة لهرة صغيرة كان يحملها في كمه، أسلم عام خيبر، وشهدها مع رسول الله ﷺ، ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم، وكان من أحفظ أصحاب رسول الله ﷺ، وأكثرهم رواية عنه، شهد له رسول الله ﷺ بأنه حريص على العلم والحديث، استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ثم عزله، ثم أراده على العمل فأبى عليه، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته، توفي سنة ٥٧ هـ. [ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٧٦٨، أسد الغابة ٥/ ٣١٨، الإصابة ٧/ ٣٤٨]. (٤) حديث ابن مسعود؛ أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات ١/ ٤٣١، ح ٤٨٣، والبيهقي في السنن الكبير، كتاب الطهارة، باب التسمية على الوضوء ١/ ٧٣، ح ١٩٨ من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم السمسار، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله ﷿، فإنه يطهر جسده كله، وإن لم يذكر اسم الله ﷿ على طهوره لم يطهر إلا ما مر عليه الماء، فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ثم ليصل عليّ، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة». ولفظ الشافعي: «من توضأ فذكر الله ﷿، على وضوئه كان طهوراً لسائر جسده، ومن توضأ ولم يذكر الله ﷿ لم يطهر منه إلا ما أصابه». قال البيهقي: =