قال: ولا يبلغ الخبر الوارد في التسمية أن يكون أوكد من قول الله ـ تعالى ـ: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ (١)، والمسلمون مجمعون ألا بأس بذبيحة المسلم إذا نسي ذكر اسم الله عليه (٢).
وقال أبو إسحاق (٣): قال ابن أبي شيبة (٤): ثبت لنا عن رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ أنه قال: «لا وضوء لمن لم يُسَم»(٥).
فأما قوله:«لا/ صلاة لجار المسجد إلا في المسجد»(٦) فلو خُلِّينا
(١) الأنعَام: ١٢١. (٢) لم أقف على كلام الجوزجاني. (٣) نسب ذلك ابن تيمية في شرح العمدة ١/ ١٤٢ له، فقال: قال أبو إسحاق الجوزجاني: قال ابن أبي شيبة: ثبت لنا عن النبي ﷺ أنه قال: لا وضوء لمن لم يسمِّ. (٤) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى، الإمام أبو بكر العبس، مولاهم الكوفي، ولد سنة ١٥٩ هـ، قال أبو عبيد: انتهى علم الحديث إلى أربعة: أبي بكر بن أبي شيبة، وهو أسردهم له، وابن معين، وهو أجمعهم له، وابن المديني، وهو أعلمهم به، وأحمد بن حنبل، وهو أفقههم فيه. له كتابان كبيران نفيسان: المسند والمصنف، وله أيضاً: الإيمان، والزكاة، مات في المحرم سنة ٢٣٥ هـ. [ينظر: تاريخ بغداد ١١/ ٢٥٩، تاريخ الإسلام ٥/ ٨٥٥، شذرات الذهب ٣/ ١٦٥، الأعلام للزركلي ٤/ ١١٧]. (٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه، كتاب الطهارات، باب التسمية في الوضوء ١/ ١٣، وأخرجه ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في التسمية في الوضوء ١/ ١٤٠، ح ٣٩٨، وأخرجه الترمذي، باب في التسمية عند الوضوء ١/ ٣٧، ح ٢٥ من طريق أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان، أنه سمع جدته بنت سعيد بن زيد تذكر أنها سمعت أباها سعيد بن زيد، يقول: قال رسول الله ﷺ: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه». وقال أحمد بن حنبل: لا يثبت. قال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس عندنا بذاك الصحيح؛ أبو ثفال مجهول، ورباح مجهول. [ينظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص ٦٣١، الضعفاء الكبير ١/ ١٧٧، علل الحديث ١/ ٥٩٥، السنن الصغير ١/ ٤٤، الأحكام الوسطى ١/ ١٨]. (٦) أخرجه الدارقطني في السنن، كتاب الصلاة، باب حث جار المسجد على الصلاة فيه إلا من عذر ٢/ ٢٩٢، ح ١٥٥٣، والحاكم في المستدرك، كتاب الصلاة، باب التأمين ١/ ٣٧٣، ح ٨٩٨، وابن الجوزي في العلل المتناهية، كتاب الصلاة، باب حديث في أنه لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ١/ ٤١٢، ح ٦٩٣ من طريق سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال البيهقي وعبد الحق: سليمان بن داود اليمامي ضعيف. وقال ابن عبد البر: لا يثبت مرفوعاً. وقال ابن الجوزي: لا يصح. [ينظر: الاستذكار ٢/ ١٣٨، الأحكام الوسطى ١/ ٢٧٥، المغني عن الحفظ والكتاب ٢/ ٢٧١].