للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سألت واثلة بن الأسقع: أنصلي خلف القدريّ، فقال: لا تصلِّ خلفه، وإن صليت خلفه أعدت (١).

وقيل للقاسم بن محمد (٢):/ أنت تنهانا عن الصلاة خلفهم، وتصلي، فقال: أنا إذا تأخرتُ قيل تأخر القاسم، وأنت فلا تعرف (٣). وهذا يدل على الخوف، ثم صلاتهم خلفهم الجمعة وكانوا يعيدون ظهراً.

وقد روي عن النبي ـ صلَّى الله عليه ـ أنه قال لأبي ذر: «كيف أنت إذا كان عليكم أمراء يؤخرون الصلاة» قال: قلت: فما تأمرني، فقال: «صل الصلاة لوقتها وصل معهم تكن لكن نافلة» (٤).

وأما الفقه، وقولهم: من صحت صلاته.

فنقول: لم إذا صحت صلاته تصح إمامته، ورتبة الإمامة غير رتبة صلاته في نفسه، ألا ترى أن المرأة تصح صلاتها، ولا تصح إمامتها بالرجال، والعبد تصح صلاته، ولا تصح إمامته في الجمعة، وكذلك الأميّ تصح صلاته، ولا تصح إمامته بالقراء، وكذلك الفاسق يقبل النكاح لنفسه، ولا يقبله لغيره، وتصح ولايته في ماله، ولا تصح ولايته في مال غيره،


(١) أخرجه الطبراني ٢٢/ ٥٣، ح ١٢٤، وابن بطة في الإبانة، باب ما روي في المكذبين بالقدر ٤/ ٢٦٠، ح ١٨٧٤، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد ٤/ ٨٠٦ ـ ٨٠٧، ح ١٣٤٧، والبيهقي في القضاء والقدر، باب ما روي عن جماهير الصحابة وأعلام الدين وأئمته في إثبات القدر ص ٣٠٩، ح ٥٠٠ من طريق بقية بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأنصاري، عن أبيه، عن واثلة.
(٢) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، القرشي، التيمي، المدني، الفقيه، أحد الأعلام، ولد في خلافة عثمان، وكان من سادات التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، نشأ بعد قتل أبيه في حجر عمته أم المؤمنين ، وكان فقيهاً إماماً مجتهداً ورعاً عابداً ثقة حجة، قال يحيى بن سعيد الأنصاري: ما أدركنا أحداً بالمدينة نفضله على القاسم بن محمد. وقد ذهب بصره في آخر حياته، مات سنة ١٠٨ هـ وقيل غير ذلك. [ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٥٩، تاريخ الإسلام ٣/ ١٣٨].
(٣) لم أقف عليه، وقد ذكره القاضي في التعليق الكبير ص ٦٩٠.
(٤) أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١/ ٤٤٨، ح ٦٤٨.

<<  <   >  >>