«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله»(١)، يعني: ويلتزموا أحكامها، وكذا قوله:«من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة»(٢)، ويدل على ذلك أنه أمر يقتضي الوجوب، ولا أحد يوجب أن يصلَّى خلف الفاسق.
وأما قوله:«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله»(٣)؛ فالمراد به أقرؤهم من أهل العدالة؛ لأنه خرج مخرج التفضيل، والحثّ على تعلم القرآن، وتقديم أهله لفضلهم، وصلاحهم في الغالب، ولم يرد به الفاسق؛ لأنه نادر في أهل القرآن.
وأما ما نقلوا عن الصحابة فلعلهم صلوا وأعادوا، وقد روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يعيد (٤)، أو يحتمل أنهم فعلوا ذلك مخافة شرهم، فقد كانوا يفعلون ذلك تقية.
روى النجاد من أصحابنا بإسناده عن حبيب بن [عمر](٥)(٦) قال:
(١) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة ٢/ ١٠٥، ح ١٣٩٩، ومسلم، كتاب الإيمان ١/ ٥١، ح ٢٠ من حديث أبي هريرة. (٢) أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب الثياب البيض ٧/ ١٤٩، ح ٥٨٢٧، ومسلم، كتاب الإيمان ١/ ٩٥، ح ٩٤/ ١٥٤ من حديث أبي ذر ﵁ قال: أتيت النبي ﷺ وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر» وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر. وعند مسلم: قال: «وإن زنى وإن سرق» ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: «على رغم أنف أبي ذر» قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر. (٣) تقدم تخريجه. (٤) لم أقف عليه، وقد ذكره القاضي في التعليق الكبير ص ٦٨٩. (٥) ما بين المعكوفين في الأصل: (عمرو)، وما أثبته هو الصحيح كما سيرد في ترجمته. (٦) حبيب بن عمر الأنصاري، المدني، روى عن أبيه، وعنه بقية بن الوليد، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، مجهول لم يرو عنه غير بقية. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: مجهول. [نظر: التاريخ الكبير ٢/ ٣٢٢، الجرح والتعديل ٣/ ١٠٥، الثقات لابن حبان ٦/ ١٨٣، علل الدارقطني ٢/ ٧١].