فوجه الدلالة: أنه علّق قبول الصلاة بالصلاة خلف الخيّر، فدل على أن الفاسق لا تقبل الصلاة خلفه.
وروى بإسناده عن علي قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ: «لا تُقدِّموا/ صبيانكم ولا سفهاءكم في صلاتكم، ولا على جنائزكم فإنهم وفدكم إلى الله تعالى»(١)، فنهى؛ والنهي يدل على فساد المنهي عنه.
وروى بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ: «ليؤمكم خياركم، وليؤذن لكم قراؤكم»(٢)، فأمر؛ وأمره على الوجوب.
وروى أبو بكر، وابن حامد بإسنادهما عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ وهو على المنبر: «يا أيها الناس، يا أيها الناس، توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا إليه بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصِلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وبكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا، وتنصروا، وتجبروا» وذكر الحديث إلى أن قال: «لا تؤمَّن امرأة رجلاً، ولا يؤمَّن فاجر برّاً»(٣)، فنهى أن يؤمَّن الفاجرُ البرَ،
(١) أخرجه البيهقي في الخلافيات ح ٢٦٢٢ من طريق حرملة بن موسى، عن عبد العزيز بن عبد الله القرشي، عن علي، وقال: هذا إسناد ضعيف. وقال ابن عبد الهادي: لا يصح، إسناده مظلم، قال شيخنا أبو الحجاج: في إسناده غير واحد من المجهولين. وقال الذهبي: لم يصح. [ينظر: التنقيح لابن عبد الهادي ٢/ ٤٦٩، التنقيح للذهبي ١/ ٢٥٥]. (٢) لم أقف عليه. (٣) أخرجه ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب في فرض الجمعة ١/ ٣٤٣، ح ١٠٨١ من طريق عبد الله بن محمد العدوي، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، قال: خطبنا رسول الله ﷺ فقال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، ترزقوا وتنصروا وتجبروا، واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا، في يومي هذا، في شهري هذا، من عامي هذا إلى يوم القيامة، فمن تركها في حياتي أو بعدي، وله إمام عادل أو جائر، استخفافا بها، أو جحوداً لها، فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ولا زكاة له، ولا حج له، ولا صوم له، ولا بر له حتى يتوب، فمن تاب تاب الله عليه، ألا لا تؤمن امرأة رجلاً، ولا يؤم أعرابي مهاجراً، ولا يؤم فاجر مؤمناً، إلا أن يقهره بسلطان، يخاف سيفه وسوطه». وقال أبو حاتم: حديث منكر. وقال الدارقطني: غير ثابت. وقال البيهقي: في إسناده ضعف. وقال ابن عبد البر: أسانيده واهية. وقال ابن رجب: حديث منكر في إسناده ضعف واضطراب واختلاف. وقال ابن الملقن: حديث ضعيف. وقال البوصيري: إسناده ضعيف. [ينظر: علل الحديث ٥/ ١٥٣، السنن الكبير ٣/ ١٢٨، فتح الباري لابن رجب ٦/ ١٩٥، ٨/ ٦٢، البدر المنير ٤/ ٤٣٤، مصباح الزجاجة ١/ ١٢٩].