وعن عمرو بن أم مكتوم (١) قال: جئت إلى رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ فقلت: إني كبير [ضرير](٢) البصر، شاسع الدار، ولي/ قائد لا يلائمني فهل تجد لي رخصة فقال:«ما أجد لك رخصة»، أخرج هذا الحديث أبو داود، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم (٣).
(١) عمرو بن أم مكتوم القرشي، العامري، الأعمى، المؤذن، ابن خال خديجة ﵂، ويقال: اسمه عبد الله. هو ابن قيس بن زائدة بن الأصم، ومنهم من قال عمرو بن زائدة، لم يذكر قيساً، ومنهم من قال قيس بدل زائدة، أسلم قديماً بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي ﷺ، وهو الأعمى المذكور في سورة عبس، خرج إلى القادسية، فشهد القتال، واستشهد هناك، وكان معه اللواء حينئذ. [ينظر: الاستيعاب ٣/ ٩٩٧، أسد الغابة ٣/ ٧٦٠، الإصابة ٤/ ٤٩٤]. (٢) ما بين المعكوفين في الأصل: (ضرر)، وما أثبته هو الموافق للحديث. (٣) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة ١/ ١٥١، ح ٥٥٢ من طريق أبي رزين، عن ابن أم مكتوم، قال ابن القطان: رواية مشكوك في اتصالها، أبو رزين أعلى ما له الرواية عن علي، ويقال: إنه حضر معه بصفين. وابن أم مكتوم، قتل بالقادسية أيام عمر، وانقطاع ما بينهما إن لم يكن معلوماً ـ لأنا لا نعرف سنه ـ فإن اتصال ما بينهما ليس معلوماً أيضاً، فهو مشكوك فيه. وقال ابن الملقن: رواه أبو داود بإسناد حسن. وقال العلائي: قال ابن معين: أبو رزين عن عمرو بن أم مكتوم مرسل. وقال مغلطاي: إسناده صحيح على رسم مسلم. وقال ابن رجب: في إسناده اختلاف، وروى عنه عن أبى رزين مرسلاً. وقال ابن حجر: لم يسمع منه ـ يعني ابن أم مكتوم ـ أبو رزين، قاله ابن معين. [ينظر: بيان الوهم والإيهام ٢/ ٥٥١، تحفة المحتاج ١/ ٤٣٢، جامع التحصيل ص ٢٧٨، شرح ابن ماجه لمغلطاي ص ١٣٢٥، فتح الباري لابن رجب ٣/ ١٨٣، إتحاف المهرة ١٠/ ٥٧١]. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه ٢/ ٣٦٨، ح ١٤٨٠ ثنا نصر بن مرزوق، ثنا أسد، ثنا شيبان أبو معاوية، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي رزين، عن ابن أم مكتوم، ناه محمد بن الحسن بن تسنيم، ثنا محمد يعني ابن بكر، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي رزين، عن عبد الله ابن أم مكتوم قال: قلت: يا رسول الله، إني شيخ ضرير البصر شاسع الدار، ولي قائد فلا يلازمني فهل لي من رخصة؟ قال: «تسمع النداء؟» قال: نعم قال: «ما أجد لك من رخصة».