للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو [تعرض] (١) ضرر خاص في الأموال كخوف احتراق خبز في التَّنُّور، أو قدر على النار، أو مرض، وما شاكل ذلك.

وتعليلهم بفوات الصلاة إذا تفرقوا في الأداء واحداً واحداً فلا يصح؛ لأنه قد يمكن أن تصلي كل طائفة لنفسها لكن لا يمنع الإمام عشرة عشرة، أو مئة مئة، على قدر الكثرة والقلة.

ومن جهة الأخبار: ما روى مسلم بن الحجاج في صحيحه بإسناده عن أبي هريرة قال: جاء أعمى إلى النبي ـ صلَّى الله عليه ـ فقال: إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل النبي أن يرخص له، فرخص له في بيته، فلما ولى دعاه فقال: «هل تسمع النداء» قال: نعم. قال: «فأجب» (٢). فأمره بعد أن رخص له.

وفي لفظ آخر، قلت: إن المدينة كثيرة الهَوَامّ (٣) والسباع، فقال: «هل تسمع حيّ على الصلاة، حي على الفلاح، فحيَّ هلاً»، أخرجه أبو داود، وابن خزيمة وابن أبي حاتم، وأبو عبد الرحمن (٤) (٥).


(١) ما بين المعكوفين في الأصل: (كمرض)، وما أثبته هو الموافق للسياق.
(٢) أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١/ ٤٥٢، ح ٦٥٣.
(٣) الهَوَامُّ: ما كان من خَشَاش الأرض نحو العقارب وما أشبهها، الواحدة هَامَّة، ولا يقع هذا الاسم إلا على المخوف من الأحناش، وقيل: كل ذات سمّ يقتل، فأما ما يسمّ ولا يقتل فهو السامة، كالعقرب والزنبور. وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل، كالحشرات. [ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ٢٤٨، الصحاح ٥/ ٢٠٦٢، المحكم والمحيط الأعظم ٤/ ١١٢، النهاية ٥/ ٢٧٥].
(٤) أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي، الإمام، الحافظ، الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، صاحب السنن، ولد سنة ٢١٥ هـ، وطلب العلم في صغره، وكان إمام أهل عصره في الحديث، وله كتاب السنن، وغيره، وسكن بمصر وانتشرت بها تصانيفه، وأخذ عنه الناس، وكان يصوم يوما ويفطر يوماً. مات سنة ٣٠٣ هـ. [ينظر: وفيات الأعيان ١/ ٧٧، سير أعلام النبلاء ١٤/ ١٢٥].
(٥) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة ١/ ١٥١، ح ٥٥٣، وأبو عبد الرحمن النسائي، كتاب الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن ٢/ ١٠٩، ح ٨٥١ من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن أم مكتوم. وابن خزيمة في صحيحه ٢/ ٣٦٧، ح ١٤٧٨ عن ابن أم مكتوم. قال النووي: إسناده حسن. وقال ابن القطان: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن أم مكتوم، وسنه لا تقتضي له السماع منه، فإنه ولد لست بقين من خلافة عمر. وقال أبو زرعة العراقي: في سماع ابن أبي ليلى من ابن ام مكتوم نظر. وقال ابن حجر: لم يسمع منه ـ يعني ابن أم مكتوم ـ ابن أبي ليلى، قاله ابن معين. [ينظر: صحيح ابن خزيمة ٢/ ٣٦٧، خلاصة الأحكام ٢/ ٦٥٣، بيان الوهم والإيهام ٢/ ٥٥٢، تحفة التحصيل ١/ ١٩٩، إتحاف المهرة ١٠/ ٥٧١].

<<  <   >  >>