(وَالكِتَابَةُ: كَلَامٌ حَقِيقَةً) قالَتْ عائشةُ -رضي الله عنها-: ما بينَ دَفَّتَيِ المصحفِ كلامُ اللهِ.
وأجمعَ السَّلَفُ على أنَّ الَّذِي بينَ الدَّفتَينِ كلامُ اللهِ.
وقالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: لسْنا نَشُكُّ أنَّ القُرآنَ في المُصحفِ على الحقيقةِ لا على المجازِ، كما يَقولُه بعضُ أهلِ الكلامِ: أنَّ الَّذِي في المُصحفِ دليلٌ على القُرآنِ (١).
قالَ السَّلفُ والأئمَّةُ: إنَّ اللهَ تَعالى يَتَكَلَّمُ بمشيئتِه وقدرتِه، وإنْ كانَ مع ذلك قديمَ النَّوعِ، بمَعنى أنَّه لم يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذا شاءَ، فإنَّ الكلامَ صفةُ كمالٍ، [ومَن يَتَكَلَّمُ أكملُ ممَّن لا يَتَكَلَّمُ](٥)، ومَن يَتَكَلَّمُ بمشيئتِه وقدرتِه أكملُ
(١) «تأويل مختلف الحديث» (ص ٢٩١). (٢) «التحبير شرح التحرير» (٥/ ٢١٦٥). (٣) ينظر: «التحبير شرح التحرير» (٣/ ١٢٤٦)، و «أصول الفقه» (١/ ٢٩٦). (٤) في «مختصر التحرير» (ص ٨٩): يشاء. (٥) ليست في (ع).