و باعتبارِ (١)(ضِدٍّ) بأنْ يُطلَقَ اسمُ الضِّدِّ على ضِدِّه، كإطلاقِ البصيرِ على الأعمى.
(وَ) الخامسُ والعشرونَ: (مُجَاوَرَةٍ) وعَلاقةُ المُجاوَرَةِ: تسميةُ الشَّيْء باسمِ مُجاوِرِه، كإطلاقِ لفظِ الرَّاويةِ على ظَرْفِ الماءِ، وإنَّما هي في الأصلِ للبعيرِ.
(وَنَحْوِهِ) أي: نحوِ ما ذُكِرَ مِن العَلاقةِ؛ كإطلاقِ المُنَكَّرِ وإرادةِ المُعرَّفِ، كقولِه تَعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}(٢) إنْ كانَ المُرادُ بها مُعَيَّنَةً، وقد يُقالُ: المُعرَّفُ جُزئيٌّ للمُنَكَّرِ (٣)، وإطلاقُ الكُلِّيِّ على الجُزْئِيِّ حقيقةٌ لا مجازٌ.
وعَكْسُه، وهو إطلاقُ المُعرَّفِ وإرادةُ المُنكَّرِ؛ كقولِه تَعالى:{ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}(٤) إنْ قُلْنا: المأمورُ دُخُولُ أيِّ بابٍ كانَ، وقد يُقالُ: إذا كانَتِ «اللَّامُ» فيه للجنسِ؛ كانَ المرادُ ذلك، وكَوْنُ اللَّامِ للجِنسِ حقيقةً.
فائدةٌ: قالَ ابنُ مُفْلِحٍ: العَلاقةُ المُشابهةُ: إمَّا في الشَّكلِ: كإنسانٍ للصُّورةِ المنقوشةِ، أو صفةٍ ظاهرةٍ: كأسدٍ للشُّجاعِ، لا خفيَّةٍ كالبَخَرِ، أو لِمَا كانَ: كعبدٍ على عتيقٍ، أو لِما يَكونُ: كخمرٍ على عصيرٍ، أو للمجاورةِ: كجَرْيِ النَّهرِ والمِيزابِ (٥).
(١) في (د): أو باعتبار. (٢) البقرة: ٦٧. (٣) في (ع): من المنكر. (٤) النِّساء: ١٥٤. (٥) «أصولُ الفقهِ» لابنُ مُفْلِحٍ (١/ ٧٣).