السّرّاج، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي (١)، حدثني إسحاق بن يعقوب المروزيّ، حدّثنا إسحاق بن راهويه، حدثني أحمد بن النّضر قال: سمعت أبا حمزة السّكّري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: لو أن ميتا مات فدفن، ثم احتاج أهله إلى الكفن، فلهم أن ينبشوه فيبيعوه.
٣٣ - أخبرنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا صالح بن أحمد التّميميّ الحافظ (٢)، حدّثنا القاسم بن أبي صالح، حدّثنا محمّد بن أيّوب، أخبرنا إبراهيم بن بشار (٣) قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما رأيت أحدا أجرأ على الله من أبي حنيفة. ولقد أتاه يوما رجل من أهل خراسان فقال: يا أبا حنيفة قد أتيتك بمائة ألف مسألة، أريد أن أسألك عنها قال: هاتها. فهل سمعتم أحدا أجرأ من هذا؟ أخبرني عطاء بن السّائب عن ابن أبي ليلى قال: لقد أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله ﷺ من الأنصار، إن كان أحدهم ليسأل عن المسألة، فيردها إلى غيره، فيرد هذا إلى هذا، وهذا، إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول. وإن كان أحدهم ليقول في شيء وإنه ليرتعد. وهذا يقول: هات مائة ألف مسألة، فهل سمعتم بأحد أجرا من هذا؟
[ذكر ما قاله العلماء في ذم رأيه والتحذير عنه إلى ما يتصل بذلك من أخباره]
١ - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عوف، حدّثنا إسماعيل بن عبّاس الحمصي، حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الأمر في بني إسرائيل مستقيما حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا بالرأي، فهلكوا وأهلكوا.
٢ - أخبرنا أبو نعيم الحافظ (٤)، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف،
(١) محمد بن محمد الباغندي. كان مدلسا وفيه شيء. قال الدارقطني: مخلط مدلس (ميزان الاعتدال ٤/ ٢٦ - ٢٧). (٢) صالح بن أحمد التميمي. قال ابن حبان: إنه كان يسرق الأحاديث ويقلبها، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وذكر الخطيب عن الدارقطني أنه قال عن صالح هذا: كذاب دجال يحدث بما لم يسمع. (٣) إبراهيم بن بشار الرمادي. سبق ذكره. (٤) أبو نعيم الحافظ. سبق ذكره.