القاسم الفرائضي قال: مات أحمد بن حنبل يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: ذكر عبد الله بن إسحاق البغويّ أن بنان بن أحمد القصباني أخبرهم أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر، قال: فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة، وحرز من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألف امرأة. وكان دفنه يوم جمعة، قال: وصلّى عليه محمّد بن عبد الله بن طاهر.
أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّار- بهمذان- وعلي بن أبي علي البصريّ قالا: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الشخير، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد النخاس- إملاء- قال: سمعت عبد الوهاب الورّاق يقول: ما بلغنا أنه كان للمسلمين جمع أكثر منهم على جنازة أحمد بن حنبل إلا جنازة في بني إسرائيل. قال أبو بكر بن النخاس: فحدثت أبا جعفر بن فرح- صاحب التفسير- بقول عبد الوهاب فقال: صدق عبد الوهاب هذه جنازة كانت في بني إسرائيل.
أخبرنا البرمكيّ والأزجي. قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن عبّاس المكي قال: سمعت الوركاني- جار أحمد بن حنبل-. قال: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس. قال: وسمعت الوركاني يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين واليهود، والنصارى، والمجوس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: سمعت عبد العزيز غلام الزجاج يقول: سمعت أبا الفرج الهندبائي يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة، فرأيت في المنام قائلا يقول لي: لم تركت زيارة قبر إمام السنة؟.
قد ذكرنا مناقب أبي عبد الله أحمد بن حنبل مستقصاة في كتاب أفردناه لها فلذلك اقتصرنا في هذا الكتاب على ما أوردناه منها.
٢٦٣٣ - أحمد بن محمّد بن الحجّاج، أبو بكر، المعروف بالمروذي (١):
صاحب أحمد بن حنبل. ذكر أبو الحسين بن المنادي أن أمه كانت مروذية، وكان
(١) ٢٦٣٣ - هذه الترجمة برقم ٢٣١٨ في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي ١٢/ ٢٦٤