وقصت به ناقته فسقط عنها فمات. ويقال: كان ذلك في سنة سبع عشرة. ويقال:
سنة عشرين. قال أبو حسّان: والأول أثبت (١).
قال الشيخ أبو بكر: والأشبه بالصواب أن عتبة مات سنة سبع عشرة، لأن المدائن فتحت سنة ست عشرة، ثم مصّرت البصرة بعد ذلك، ونزلها المسلمون على ما شرحناه فيما تقدم، وعتبة أول من اختطها وسكنها، فالله أعلم.
٩ - وأبو مسعود البدريّ من الأنصار، واسمه عقبة بن عمر بن ثعلبة بن أسيرة. وقيل: أسير. وقيل: يسيرة بالياء. وقيل: نسيرة بالنون، ابن عسرة بن عطيّة بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وأمه: سلمى بنت عارب. وقيل سلمى بنت عامر بن عوف بن عبد الله بن قضاعة (٢):
ذكر بعض العلماء: أن أبا مسعود شهد بدرا، والصحيح أنه لم يشهدها، وإنما قيل له البدري لأنه كان يسكن ماء بدر، لكنه قد شهد العقبة مع الأنصار، وكان أصغر من شهدها، وسكن الكوفة وحفظ عنه الحديث بها، وذكر وروده المدائن في حديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا على بن عاصم قال: نبأنا حصين بن عبد الرّحمن عن أبي وائل عن خالد بن ربيع العبسي قال: فأتيناه في بعض الليل. فقال:
أيّ الليل ساعة هذه؟ قلنا: بعض الليل أو جوف الليل. قال: هل جئتم بأكفاني؟ قلنا:
نعم قال: فلا تغالوا بكفني فإن يكن لصاحبكم عند الله خير يبدّل خيرا من كسوتكم، وإلا يسلب سلبا سريعا. قال: ثم ذكر عثمان فقال: اللهم لم أشهد ولم أقل ولم أرض.