١) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "ثقة حافظ أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (١٤).
٢) عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ حَرْمَلَةَ أبو حَرْمَلَةَ الأسلمي: قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. (١)
٣) سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: "ثقة ثبت يُرسل واتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل" تقدم في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن الْمُسَيِّب، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن الْمُسَيِّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً.
ورواه عّنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب بهذا الوجه: يَحْيى بْنِ سَعِيد الأنصاري. قلت: ورواه عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيد: إِسْمَاعِيل بْنُ قَيْس وهو ضعيف الحديث.
الوجه الثاني: عَن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرسلاً.
ورواه عّنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب بهذا الوجه: عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة. قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
١) أنَّ يَحْيى بْنِ سَعِيد الأنصاري رَاوِيَة الوجه الأول ثقة ثبت. لكن الراوي عنه وهو إِسْمَاعِيل بْن قَيْس: ضعيف الحديث. وعلي ذلك فالسند إلي يَحْيى بْنِ سَعِيد بهذا الوجه ضعيف.
٢) … ترجيح الأئمة:
- قال البيهقي: رُوِيَ مَوْصُولًا بِذِكْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ وَلَا يَصِحُّ وَصَلُهُ. (٢)
- وقال ابن حجر: رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرْسَلًا وَقَالَ رُوِيَ مَوْصُولًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا يَصِحُّ. وَرَوَاهُ مَوْصُولًا الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ. (٣)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: إِسْمَاعِيل بْن قَيْس: ضعيف الحديث.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فمرسل إسناده صحيح.
قلت: وللحديث شَواهد مِنْ أصحها حَدِيث حَفْصَة أم المؤمنين عند مسلم وَغَيْرُه.
فعَن نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. (٤)
(١) يُنظر "التقريب" صـ ٢٨٠.
(٢) يُنظر "السنن الكبري" للبيهقي ٢/ ٦٥٤.
(٣) يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر ١/ ٥٣٥.
(٤) أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْ سُنَّة الْفَجْر، وَالْحَثّ عَلَيْهِمَا وَتَخْفِيفِهِمَا، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا، وَبَيَانِ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقْرَأَ فِيهِمَا. (١/ ٥٠٠ رقم ٧٢٣).