الْمَدِينَةَ، وتُوُفِّيَ بِهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيع. (١)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن أبي شيبة".
١) حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُؤاسي: قال ابن حجر: ثقة. (٢)
٢) الحسن بن صالح بن صالح بن حي بن شُفي الهْمداني: قال ابن حجر: ثقة. (٣)
٣) أَبُو هَارُون الْعَبْدِي: "متروك" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
٤) أَبو سَعِيد الْخُدْرِي -رضي الله عنه-: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أن هذا الحديث مداره علي أَبِي هَارُون الْعَبْدِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَبو هَارُون الْعَبْدِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي مرفوعاً.
ورواه عن أَبي هَارُونَ الْعَبْدِي بهذا الوجه: شَرِيك بن عبد الله، وبُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، وأَبو حَفْص الْعَبْدِي.
الوجه الثاني: أَبو هَارُون، عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِي موقوفاً.
ورواه عن أَبي هَارُون الْعَبْدِي بهذا الوجه: الحَسَن بْن صَالِحٍ الهْمداني.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ مدار هذا الحديث علي أَبِي هَارُون الْعَبْدِي وهو متروك الحديث وقد اضطرب في هذا الحديث.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول ــــ، وكذلك الحديث بالوجه الثاني، "إسناده ضعيف جداً" فيه: أَبو هَارُونَ الْعَبْدِيِّ: متروك الحديث فمدار الحديث عليه.
أحكام العلماء علي الحديث:
قال البوصيري: مَدَارُ طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ هَذَا عَلَى أَبِي هَارُونَ العبدي، وهو كذاب، كذبه ابن معين، والجوزجاني، وأبو أحمد الحاكم، وابن علية، وعثمان بن أبي شيبة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَتَلَوَّنُ، خَارِجِيٌّ شِيعِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. (٤)
وقال ابن الجوزي: هَذِهِ الْحَدِيثَ مَعْلُولَ: فِيهِ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وقد ضَعَّفُوهُ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ خَرَجَ عَن حد الِاحْتِجَاج بِهِ، وفِيهِ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ كَذَّابًا. وَقَالَ أَحْمَد: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ: لَأَنْ أُقَدَّمَ فَيَضْرِبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْهُ. وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب مفتر. (٥)
(١) يُنظر "معرفة الصحابة" لأبو نعيم ٣/ ١٢٦٠، "الاستيعاب" ٤/ ١٦٧١، "أسد الغابة" ٦/ ١٣٨، "الإصابة" ٤/ ٢٩٣.
(٢) يُنظر "التقريب" صـ ١٢١.
(٣) يُنظر "التقريب" صـ ١٠١.
(٤) يُنظر "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري ٤/ ١٢٧.
(٥) يُنظر "التحقيق في مسائل الخلاف" لابن الجوزي ٩/ ٩٧.