الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَبُو البختري الطائي: ثقة لكن قال المزي: لم يدرك ابْنِ أُم مَكْتُومٍ، وتبعه علي ذلك ابن حجر، وعلي ذلك ففيه انقطاع كما دل علي ذلك كلام المزي.
قال ابن حجر: رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري. (٢)
قلت: وللحديث شواهد في الصحيحين بجزئه الثاني: كما عند البخاري من حديث أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً. (٣)
وكذلك له أيضاً شاهد من حديث أنَسٍ -رضي الله عنه- كما عند البخاري، (٤) ومن حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها كما عند مسلم. (٥)
وعلي ذلك فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فقد تفرد إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بزيادة في الحديث لم يروه غيره وهي قوله -صلى الله عليه وسلم-: سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. وقد رواه يَحْيَى بْنُ الضريس، وحَمْزَة بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْس، كلاهما بدون هذه الزيادة.
(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٤١/ ٦٦ رقم ٢٤٥٢٠). (٢) يُنظر "فتح الباري" لابن حجر ٣/ ٢٣٦. (٣) أخرجه البخاري ك/ الرقاق ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا. (٨/ ١٠٢ رقم ٦٤٨٥). (٤) أخرجه البخاري ك/ الرقاق ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا (٨/ ١٠٢ رقم ٦٤٨٦). (٥) أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الْكُسُوف ب/ صَلَاةِ الْكُسُوفِ (٢/ ٦١٨ رقم ٩٠١).