فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً، وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا. (١)
ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: وَالصِّيَامُ لَا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلَّا اللَّهُ -عز وجل-.
ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: قَالَ اللهُ -عز وجل-: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. (٢) وفي لفظ عند مسلم: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْف قَالَ اللهُ -عز وجل-: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي.
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح ــــ المرسل ــــ بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ إِلَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو عَقِيلٍ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(١) أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ (١/ ١١٧ رقم ١٢٨)(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ اللباس ب/ مَا يُذْكَرُ فِي المِسْكِ (٧/ ١٦٤ رقم ٥٩٢٧)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الصيام ب/ فَضْلِ الصِّيَامِ (٢/ ٨٠٦ رقم ١١٥١).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute