الاختلاف: افتعال مصدر اختلف، واختلف ضد اتفق، ويقال:((تخالف القوم واختلفوا، إذا ذهب كُلّ واحد مِنْهُمْ إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر)) .
ويقال:((تخالف الأمران، واختلفا إذا لَمْ يتفقا وكل ما لَمْ يتساو: فَقَدْ تخالف واختلف)) .
ومنه قولهم: اختلف الناس في كَذَا، والناس خلفة أي مختلفون؛ لأن كُلّ واحد مِنْهُمْ ينحي قَوْل صاحبه، ويقيم نفسه مقام الَّذِيْ نحّاه (١) . ومنه حَدِيْث النَّبِيّ- صلى الله عليه وسلم -:
((سَوّوا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)) (٢) .
وبعد أن ساق الزَّبِيديُّ (٣) هَذَا الْحَدِيْث قَالَ في معناه: ((أي: إذا تقدّم بعضُهم عَلَى بَعضٍ في الصُّفُوفِ تأثرت قُلوبُهم، ونشأَ بينهم اختلافٌ في الأُلْفَةِ والموَدَّةِ)) (٤) .
(١) مقاييس اللغة ٢/٢١٣، والقاموس المحيط ٣/١٤٣، ولسان العرب ٩/٩١، والمصباح المنير: ١٧٩ (خلف) . (٢) أخرجه الطيالسي (٧٤١) ، وعبد الرزاق (٢٤٣١) ، وأحمد ٤/٢٨٥ و ٢٩٧ و ٣٠٤، والدارمي (١٢٦٧) ، وأبو داود (٦٦٤) ، والنسائي ٢/٨٩-٩٠، وفي الكبرى لَهُ (٨٨٥) ، وابن خزيمة (١٥٥١) و (١٥٥٢) و (١٥٥٦) و (١٥٥٧) ، وابن حبان (٢١٦٠) وفي طبعة الرسالة (٢١٦١) ، والبيهقي ٣/١٠٣، والبغوي (٨١٨) من حَدِيْث البراء بن عازب: وَهُوَ حَدِيْث صَحِيْح. (٣) هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الرزاق الحسيني، الزبيدي، أبو الفيض، الملقب بالمرتضى، برع في اللغة والحديث والأنساب، لَهُ عدة مصنفات مِنْهَا: " تاج العروس "، و " إتحاف السادة المتقين " وغيرها. ولد سنة (١١٤٥ هـ) ، وتوفي سنة (١٢٠٥ هـ) . الأعلام ٧/٧٠، ومعجم المؤلفين ١١/٢٨٢. (٤) انظر: تاج العروس ٢٣/٢٧٥ (خلف) .