قال ابن جريج: فاستثبتُ عطاء: كيف وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسه يده، كما أنبأه ابن عباس؟ فبدَّد لي عطاء بين أصابعه شيئًا من تبديد؛ أي: تفريق، ثم وضع أطراف أصابعه على قرن الرأس، ثم صبَّها؛ أي:- بالصاد المهملة والموحدة -كما صوبه عياض، قال: لأنه يصف عَصرَ اللِّمَّة من الشعر باليد (١)، وفي لفظ البخاري:-بالضاد المعجمة والميم-، ووجه لها في "الفتح": بأن ضم اليد صفةُ العاصر يُمِرُّها كذلك على الرأس، حتى مسَّت إبهاميه طرفُ الأذن مما يلي الوجه، وروي بالتثنية والإفراد في إبهامه، وهو منصوب بالمفعولية، وفاعله: طرفُ الأذن، ويروى: إبهامُهُ -بالرفع- على أنه فاعل، وطرفَ منصوب على المفعولية، ثم على الصدغ وناحية اللحية، لا يقصر ولا يبطش بشيء إلا كذلك (٢)، أي: لا يبطىء، ولا يستعجل (٣).
(يقول) - صلى الله عليه وسلم -: (لولا أن أشق على أمتي) إن أمرتُهم بتأخير صلاة العشاء.
(أو) قال: لولا أن أشق (على الناس)؛ يعني: من أمته إن أخروها، (لأمرتهم) بتأخير (الصلاة) حتى يصلوها (هذه الساعة).
وفي لفظٍ:"لأمرتهم أن يصلوها"(٤).
وفي روايةٍ قال:"إنه لَلْوَقْتُ، لولا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتي"(٥).
(١) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ٦٠٦). (٢) رواه البخاري (٥٤٥)، كتاب: مواقيت الصلاة، باب: النوم قبل العشاء لمن غلب، وتقدم تخريجه عند مسلم برقم (٦٤٢). (٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٥١). (٤) هو لفظ البخاري برقم (٥٤٥)، ولفظ مسلم أيضاً برقم (٦٤٢). (٥) هي رواية البخاري المتقدم تخريجها برقم (٦٨١٢).