قال النووي: و"أو" هنا للتقسيم، لا للشك، ومعناه: أن الروحة يحصُل بها الثواب، وكذا الغدوة.
قال: والظاهر أنه لا يختص في ذلك بالغدو والرواح من بلدته، بل يحصل ذلك بكل غدوة أو روحة (١)(في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها) كما مرَّ.
[فإن قلت: من أفضل الرباط وإلا الجهاد](٢)؟
فالجواب: أنها مسألةُ خلاف، إلا أن الجهاد أفضلُ من الرباط؛ لأن الرباط يراد للجهاد، وهو من شُعبه وتَعَلُّقاته.
والحديث ظاهر في تفضيل الجهاد عليه؛ لأنه رتب على رباط يوم من الثواب مثلَ ما رتَّب على الغدوة والروحة، مع كثرة العمل في اليوم، وقلَّته في الروحة والغدوة.
قال علماؤنا: وأفضلُ ما يُتطوَّع به الجهادُ، وهو أفضل من الرباط؛ لأنه أشقُّ، وهو مقصود في نفسه، والرباطُ وسيلة، ولأن فيه حقنَ دماء المسلمين، وسفكَ دماء الكافرين (٣).
(١) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٢٦). (٢) ما بين معكوفين سقط من "ب"، والصواب في العبارة أن يقول: "فإنْ قلتَ: ما الأفضل، الرباط أو الجهاد؟ "، والله أعلم. (٣) وانظر: "المبدع" لابن مفلح (٣/ ٣١٢).