(فطاف بِهِنَّ) كلِّهن في تلك الليلة (فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة) من بينهن (نصفَ إنسان)، وفي رواية:"جاءت بشق إنسان"(٢)، وفي أخرى:"إلا واحدًا ساقطًا شِقُّه"(٣)، وفي أخرى:"جاءت بشقِّ رجل"(٤)، وقد حكى النقاش في "تفسيره": أن الشقَّ المذكور هو الجسدُ الذي أُلقي على كرسيه.
وفي قول غير واحد من المفسرين: أن المراد بالجسد المذكور: شيطان، وهو المعتمد، والنقاش صاحب مناكير (٥).
(قال) أبو هريرة - رضي الله عنه -: (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قال) سليمانُ بنُ داود -عليه السلام- بعدَ مقالته التي قالها:(إن شاء الله، لم يحنث) المراد: أنه لو كان، يحصل له ما طلب، ولا يلزم من إخباره -عليه الصلاة والسلام- بذلك في حق سليمان في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته، بل في الاستثناء رجوى الوقوع، وفي ترك الاستثناء خشية عدم الوقوع، وأما إخباره - صلى الله عليه وسلم - أن سليمان -عليه السلام- لو قال: إن شاء الله، لم يحنث (٦)، (وكان) ذلك (دَرَكًا) -بفتحتين-، من
(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٤٦١). (٢) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (٣٣١٧)، وتقدم تخريجه عند البخاري برقم (٤٩٤٤)، وعند مسلم برقم (١٦٥٤/ ٢٢)، وعندهما: "نصف إنسان". (٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٣٢٤٢)، وعنده: "ساقطًا أحد شقيه". (٤) تقدم تخريجه عند البخارىِ برقم (٢٦٦٤، ٦٢٦٣)، وعند مسلم برقم (١٦٥٤/ ٢٥). (٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٤٦١). (٦) المرجع السابق، الموضع نفسه.