وفي "أبي داود" أيضًا، من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -، قال: أنا رأيت ماعزًا حين جيء به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قصيرا أعضلَ عليه رداء، الحديث (١).
والأعضل -بالضاد المعجمة- قال في "النهاية": الأعضل والعَضِل: المكتنز باللحم، والعَضَلَةُ في البدن: كلُّ لحمة صلبة مكتنزة، ومنه: عَضَلَة الساق، قال: ويجوز أن يكون أراد: أن عضلة ساقيه كبيرة (٢).
وفي رواية: أتى رجل قصيرٌ أشعثُ ذو عضلات (٣).
(من المسلمين)، بيان الواقع؛ لأن ماعزًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -) بالنصب مفعولًا لأتى، (وهو)؛ أي: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (في المسجد) النبوي، جملة حالية، (فناداه)، أي: نادى ذلك الرجل الذي هو ماعز بنُ مالك الأسلميُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، (فقال) في ندائه: (يا رسول الله! إني زنيت)، وهذا أصح وأثبت من كل حديث في صفة إقرار ماعز.
وفي "مسلم": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لماعز:"حقٌّ ما بلغني عنك؟ "، قال: وما بلغك عني؟ قال:"بلغني عنك أنك وقعتَ بجارية آل فلان"، قال: نعم (٤).
وجاء في رواية لغير مسلم: أن قومه أرسلوه، فقال - صلى الله عليه وسلم - للذي أرسله:
(١) تقدم تخريجه عند أبي داود برقم (٤٤٢٢)، وكذا عند مسلم برقم (١٦٩٢). (٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٢٥٣). (٣) رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ١٤٢)، من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -. (٤) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٦٩٣)، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.