وقال -أيضًا- في حديث أم عطية:"لا تمس المحدَّةُ إلا نبذةً من قسطِ أظفار"(١)، الأظفار: جنس من الطيب لا واحدَ له من لفظه، وقيل: واحدُه ظفر، وقيل: هي شيء من العطر أسود، والقطعة منه شبيـ[ـ هـ]ـة بالظفر، وفي حديث الإفك عقد من جزع أظفار (٢)، هكذا روي، وأريد بها: العطر المذكور، كان يؤخذ ويُثقب، ويجعل في العقد والقلادة، لكن الصحيح في الرواية أنه من جزع ظَفارِ بوزن قَطامِ، وهي اسم مدينة لحمير باليمن، وفي المثل: من دخل ظفار حمير، وقيل: كلّ أرضٍ ذات معزة ظفار (٣).
وفي لفظ في حديث أم عطية: من كست -بالكاف (٤) -، واستوجه في "الفتح" القاف، والعطف؛ أي: من القسط وأظفار، وخطأ القاضي عياض رواية الكاف مع الإضافة (٥).
قال: الإمام البخاري في "صحيحه": القسطُ، والكست: مثل الكافور، والقافور (٦)، ويجوز في كلٍّ منهما القاف والكاف، وزاد القسط بأن يقال: بالتاء المثناة بدل الطاء.
قال: الإمام النووي: القسطُ والأظفارُ: نوعان معروفان من البخور:
(١) المتقدم تخريجه. (٢) رواه البخاري (٢٥١٨)، كتاب: الشهادات، باب: تعديل النساء بعضهنَّ بعضًا، عن عائشة - رضي الله عنها -. (٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ١٥٨). (٤) تقدم تخريجه عند البخاري (٣٠٧، ٥٠٢٧). (٥) انظر "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٧٥). (٦) انظر: "صحيح البخاري" (٥/ ٢٠٤٣).