وروى ابن الجوزي بسنده من حديث ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَيُبْعَثَنَّ هَذَا الحَجَرُ يَوْمَ القِيامَةِ لَهْ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، ولِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ"(١).
قلت: ورواه الطبراني في "الأوسط" من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-، ورواته ثقات، إلّا الوليدَ بنَ عبّاد، مجهول، ولفظه: قالت عائشة -رضي اللَّه عنها-: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَشْهِدُوا هَذَا الحَجَرَ خَيْرًا؛ فإنَّهُ يومَ القيامةِ شافِع يشفَعُ، له لِسان وشَفَتانِ يشهدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ"(٢).
وعن عبدِ اللَّه بنِ عمروِ بنِ العاص -رضي اللَّه عنهما-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَأْتي الرُّكْنُ الأَسْوَدُ يومَ القِيامةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبي قُبَيْسٍ، لَهُ لِسانٌ وشَفَتانِ" رواه الإمام أحمد بإسناد حسن، (٣) والطبراني في "الأوسط"، وزاد:"يشهد لمن استلمه بالحقّ، وهو يمين اللَّه -عزَّ وجلَّ- يصافح بها خلقه"(٤). وابنُ خزيمة في "صحيحه"، وزاد:"يتكلم عَمَّنِ استلمه بالنَّيةِ، وهو يمينُ اللَّهِ التي يصافحُ بها خَلْقَهُ"(٥).
* * *
(١) رواه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" (ص: ١٤٨)، ورواه الترمذي (٩٦١)، كتاب: الحج، باب: ما جاء في الحجر الأسود، وقال: حسن، وابن ماجه (٢٩٤٤)، كتاب: المناسك، باب: استلام الحجر، والإمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٤٧). وانظر: "مثير العزم الساكن" لابن الجوزي (ص: ١٤٧ - ١٤٨). (٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٩٧١). (٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢١١). (٤) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٦٣). (٥) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٧٣٧).