إلى السحر، واختار اللخمي جوازه إلى السحر؛ لحديث:"مَنْ واصلَ، [فليواصل] إلى السحر"، وقول أشهب: من واصل أساء، ظاهره التحريم (١).
وقال علماؤنا، منهم الإمام الموفق في "المغني": يكره للتنزيه لا لِلتحريم (٢).
(قالوا) -يعني: الصحابة؛ يعني: قال بعضهم-: (إنك) يا رسول اللَّه (تواصل)، وفي حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: فقال رجل من المسلمين (٣)، ولم يسم، فكأن القائل واحدٌ، ونسب إلى الجميع؛ لرضاهم به.
وفيه دليل: على استواء المكلفين في الأحكام، وأن كل حكم ثبت في حقه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثبت في حق أمته، إلا ما استثني، فطلب الصحابة -رضي اللَّه عنهم- الجمعَ بين قوله في النهي، وبين فعله للوصال الدالِّ على الإباحة؛ فأجابهم باختصاصه به (٤)، (فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنِّي لستُ مثلكم)، وفي لفظ:"إني لست كهيئتكم"(٥)، وفي آخر:"لستُ كأحدِكم"(٦)، وفي آخر:"كأحد منكم"(٧)، (فإني أُطْعَم وأُسْقَى) -بضم الهمزة فيهما-، وفي رواية:"إني أَبيت أُطعم وأُسقى"(٨) حقيقة، فيؤتى بطعام وشراب من عند اللَّه كرامةً له
(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩٦). (٢) انظر: "المغني" لابن قدامة (٣/ ٥٦). (٣) تقدم تخريجه من رواية مسلم برقم (١١٠٣/ ٥٧). (٤) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩٦). (٥) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٨٢٢)، وعند مسلم برقم (١١٠٢/ ٥٥). (٦) هي من رواية الكشميهني، كما في "الفتح" (٤/ ٢٠٣). (٧) هي من رواية ابن عساكر، كما في "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩٦). (٨) تقدم تخريجه عند البخاري (١٨٦٠) من حديث أنس -رضي اللَّه عنه-.