ومعتمد مذهبنا: لا بأس بحضور النساء صلاة العيد، غيرَ مطيبات، ولا لابساتٍ ثيابَ زينة أو شهرة؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وليخرجْنَ تَفِلات"(١)، ويعتزلْنَ الرجال، ويعتزل الحيض المصلى بحيث يسمعن الخطبة.
نعم، قال ابن حامد: يستحب، واحتج للاستحباب بما روي عن أبي بكر، و [علي](٢) -رضي اللَّه عنهما-: أنهما قالا: حق على كل ذات نطاق: أن تخرج إلى العيدين (٣)، وكان ابن عمر يخرج من استطاع من أهله في العيدين (٤)؛ لهذا الحديث، وفي بعض ألفاظه: فأما الحيض فليعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين"، قالت أم عطية: قلت: يارسول اللَّه! إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: "لتلبسها أختها من جلبابها" متفق عليه (٥).
قال القاضي: ظاهر كلام الإمام أحمد: أن ذلك جائز، لا مستحب.
وكرهه النخعي، ويحيى الأنصاري، وقالا: لا نعرف خروج المرأة في
(١) رواه أبو داود (٥٦٥)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في خروج النساء إلى المسجد، والإمام الشافعي في "مسنده" (ص: ١٧١)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٤٣٨)، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-. (٢) في الأصل: "عمر" بدل "علي"، والتصويب من "شرح المقنع" لابن أبي عمر (٢/ ٢٣٢) وعنه نقل الشارح -رحمه اللَّه-. (٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥٧٨٥)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٤٢٢)، عن أبي بكر -رضي اللَّه عنه-. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥٧٨٦)، عن علي -رضي اللَّه عنه-. (٤) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥٧٨٧). (٥) تقدم تخريجه.