(ولمسلم) عن أنس -رضي اللَّه عنه-؛ وكذا رواه الإمام أحمد عنه (٢)، قال:(صليت خلف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) -يعني: مدة حياته-، (و) خلف (أبي بكر) الصديق -رضي اللَّه عنه- مدة خلافته، (و) خلف (عمر) الفاروق -رضي اللَّه عنه- مدة خلافته، (و) خلف (عثمان) ذي النورين، -رضي اللَّه عنه- مدة خلافته، (فكانوا) كلهم (يستفتحون) القراءة في الصلاة، (بالحمد للَّه رب العالمين)، أي: بهذا اللفظ.
(لا يذكرون: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، في أول قراءة) يقرؤونها في الصلاة، (ولا في آخرها)، زاد عبد اللَّه بن الإمام أحمد: قال شعبة: فقلت لقتادة: أنت سمعته من أنس؟ قال: نعم، نحن سألناه عنه (٣).
قال شيخ الإسلام، عن حديث أنس: هذا في نفي التسمية صريح لا يحتمل تأويلًا؛ فإن هذا النفي لا يجوز إلا مع العلم بذلك، لا يجوز بمجرد كونه لم يسمع، مع إمكان الجهر بالإسماع.
وقال في قوله: فلم أسمع أحدًا منهم يجهر، أو قال: يصلي ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: فهذا نفى فيه السماع، ولو لم يرد إلا هذا اللفظ، لم يجز تأويله بأنه لم يكن يسمع مع جهر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لوجوه:
أحدها: أنه إنما روى هذا؛ ليبين للناس ما كان يفعله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ إذ لا غرض لهم في معرفة كون أنس يسمع، أو لم يسمع، إلا ليستدلوا بعدم
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٧٩)، وتقدم تخريجه عند النسائي برقم (٩٠٧) عنده. (٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٢٢٣). (٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٢٧٨).