الأنصار يؤمهم في مسجد قباء (١)، قال ابن منده: هو كلثوم بن الهِدْم، والهدم -بكسر الهاء، وسكون الدال-: من بني عمرو بن عوف.
فتلخص: أن الذي كان يؤم في مسجد قباء: كلثوم بن الهدم، وأما أمير السرية، فلعله: كرز بن زهدم، وأما قتادة بن النعمان: فلا مدخل له في حديث عائشة.
ويدل على التغاير: أن إمام مسجد قباء، كان يبدأ بـ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وأمير السرية: كان يختم بها.
وفي هذا: أنه كان يصنع ذلك في كل ركعة، ولم يصرح بذلك في قصة الآخر.
وفي هذا: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سأله، وأمير السرية سأل أصحابه أن يسألوه.
وفي هذا: أنه قال: إنه يحبها؛ فبشره بالجنة، وأمير السرية قال: إنها صفة الرحمن؛ فبشره أن اللَّه يحبه، واللَّه تعالى الموفق (٢).
قوله:(على سرية)؛ متعلق بمحذوف، أي: بعث أميرًا.
قال ابن الأثير في "النهاية": السرية: الطائفة من الجيش، يبلغ أقصاها أربع مئة، تبعث إلى العدو، وجمعها: سرايا، سموا بذلك: لأنهم يكونون خلاصة العسكر، وخيارهم من الشيء النفيس، وقيل: لكونهم ينفذون سرًا وخفية، وليس بشيء؛ لأن لام السر: راء، وهذه: ياء، انتهى (٣).
(١) رواه البخاري (٧٤١)، كتاب: صفة الصلاة، باب: الجمع بين السورتين في الركعة، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-. (٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٥٨). (٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ٣٦٣).