وقد روى الشافعي (١)، وأبو داود بإسناده (٢) عن أبي بكرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل في صلاة الفجر، فأومأ إليهم: أن مكانكم، فذهب، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم (٣).
والجواب: أنه ليس في الخبر أن القوم كانوا كَبَّروا.
فإن قيل: لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوموا حتى تروني قد خرجت"(٤)، وقال في الخبر:"مكانكم"، علمنا أنهم كانوا في الصلاة؛ لأنهم لو لم يكونوا في الصلاة، لكانوا منهيِّين عن القيام عند غيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله:"لا تقوموا في الصف حتى تروني"(٥).
قيل له: ليس في قوله: "على رِسْلكم، ومكانَكُم" أمرٌ بالقيام،
(١) ينظر: الأم (٢/ ٣٢٩)، وهو في معرفة السنن والآثار من طريقه (٣/ ٣٤٧). (٢) في كتاب: الطهارة، باب: في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسٍ، رقم (٢٣٣). (٣) أخرجه البيهقي في الكبرى، كتاب: الصلاة، باب: إمامة الجنب، رقم (٤٠٦٣)، وصحح إسناده في كتابه معرفة السنن (٣/ ٣٤٧)، لكنه من رواية الحسن عن أبي بكرة - رضي الله عنه -. قال ابن رجب في الفتح (٣/ ٥٩٩): (وحديث الحسن، عن أبي بكرة في معنى المرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي بكرة عند الإمام أحمد والأكثرين من المتقدمين). (٤) أخرجه البخاري في كتاب: الجمعة، باب: المشي إلى الجمعة رقم (٩٠٩)، ومسلم في كتاب: المساجد، باب: متى يقوم الناس للصلاة؟ رقم (٦٠٤) واللفظ له. (٥) لم أجده بهذا اللفظ، وينظر: الحاشية الماضية.