أي: خذ هذا عن عالم خَبَرَ الرسم، وعرف الوَسْمَ، وأصْلُ ذلك من الجُرح إذا سُبِر ليُعْلَم ما غوره، ثم قيل ذلك في كل ما يختبره الإنسان، والمعنى: استوضَحَ المبنى وكشَفَ المعنى.
والمعنى:"قطعُ أَمْ مَنْ ""في فصلتْ" ومعطوفاتهِ جملةٌ اسميةٌ (٢) والمراد بـ "فوقَ صادَ" سورة الصافات.
والمعنى: أن المصاحف اتفقت على قطع "أم" المتصلة والمنفصلة (٣) عن "من" الاستفهامية في أربعة مواضع: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} بالنساء [آية: ١٠٩] و {أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} بالتوبة [آية: ١٠٩] و {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} بالصافات [آية: ١١] و {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا} بالمصابيح (٤)[آية: ٤٠]، وعلى وصل ما عداها نحو:{أَمَّنْ لَا يَهِدِّي}[يونس: ٣٥]{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[النمل: ٦٠]{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل: ٦٢].
(١) المقنع صـ ٧١. (٢) فالمبتدأ (قطع أم مَّن) والخبر (في فصلت) ومعطوفاته. (٣) مراده بالمتصلة: العاطفة وأمثلتها آية التوبة والصافات والمصابيح الآتي ذكرها في كلامه، ومراده بالمنفصلة: أم المنقطعة التي بمعنى "بل" ومثالها آية النساء الآتي ذكرها في كلامه. (٤) أي: سورة فصلت سميت بذلك لقوله تعالى فيها: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} [فصلت: ١٢].