أي: أظهرها، لأنه قرأ بإظهار نونها، وغيره من القراء أدغمها، والمعنى: أظهر المكي النونَ كتابةً وقراءةً، واستغنى في قوله:" فَتَوَكَّلْ " بالنطق عن القيد، لكن لو قال: فا فَتَوَكَّلْ لكان أفيد (٥)، وحذف ياء المدين للضرورة وهو عطف على الشام.
والمعنى: هما رسما فا " فَتَوَكَّلْ " والمراد بالنون: نون الوقاية واكتفى بالتلفظ عن التصريح.
والمعنى: رسم قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} بالشعراء [آية: ٢١٧] في المصحف المدني والشامي بالفاء كما هو قراءة نافع وابن عامر، وفي بقية
(١) وجه الزيادة؛ كون الناظم قال: "عن جلهم"، مما يشعر بالترجيح وليس في المقنع سوى العزو للبعض، وهذا إنما يصح على ما في أكثر النسخ كما قال المؤلف، أما على ما في بعضها كمتن السخاوي -حسب قول المؤلف أيضًا-؛ فلا زيادة للناظم على المقنع، والله أعلم. (٢) انظر الجميلة صـ ١٥٢. (٣) فيه: أنه ليس في كلام الناظم تصريح بالترجيح، قصاراه أنه أخبر عن جل الرسوم بالحذف. (٤) المقنع صـ ١٠٦. (٥) ليصبح البيت بعد استدراك الشارح على الناظم: والشَّامِ فَا فَتَوَكَّلْ والمَدِينِ ويَأْ تِيَنَّنِي النُّونُ مَكِّيٌّ به جَهَرَا