"حَذفُهُم"؛ مصدرٌ مضافٌ؛ وهو مبتدأ؛ خبرُه "بعد ياءِ"، وقوله:"ألفًا"؛ مفعوله، "قبلُ"؛ مبني على الضم لقطعه عن الإضافة متعلق بـ"كَثَرا"، وألفه للإطلاق؛ أي: غلب من كاثرتُ القومَ فكَثَرْتُهم؛ بفتح المثلثة؛ أي: غلبتهم بالكثرة، ومن ثَمَّ جاء اسم الفاعل منه في قوله: إنما العزة للكاثرِ (٢)، على وزن الفاعل لا المكاثر على وزن المفاعل، ثم قوله:"أكثرهم"؛ مبتدأ، و"قدْ كَثَرا"؛ خبرُه، و"بالحذف"؛ أي: بحذف الألف متعلق بـ"كَثَرا"؛ أي: اتفقت المصاحف على حذف الألف الثانية من "خطايا" في جمع التكسير المضاف إلى الضمير مطلقًا حيث جاءت نحو
{نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}[البقرة: ٥٨] و {يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا}[طه: ٧٣] و {مِمَّا خَطَايَاهُمْ}[نوح: ٢٥](٣) وأكثر المصاحف على حذف الألف الأولى وأقلها على ثبوتها.
٢٣١ - باليا تُقَاةً وفي تُقَاتِهِ ألفُ الـ … ـعِراقِ واختلفوا في حذفها زُبُرا (٤)
" تُقَاةً "؛ مبتدأ، خبره "بالياء"، والضمير في "اختلفوا" إلى أهل العراق، و"في حذفها" إلى ألف " تُقَاتِهِ "(٥)، و"زُبُرا"؛ تمييز جمع زَبُور كعُمُد وعَمُود؛ بمعنى مزبور؛ أي: مكتوب؛ أي: اختلفت كتابتهم، وأشار به إلى أن اختلافهم في رسمهم لا في لفظهم.
(١) المقنع صـ ٦٤. (٢) هذا عجز بيت للأعشَى صدره: فلست بالأكثر منهم حصى، انظر كتاب الألفاظ لابن السكيت (ص: ٢٦) وجمهرة اللغة لابن دريد (١/ ٤٢٢) وتهذيب اللغة للأزهري (٥/ ١٠٧). (٣) قال في النشر ٢/ ٣٩١: (قرأ أبو عمرو بفتح الطاء والياء وألف بعدهما من غير همز مثل عطاياهم). (٤) المقنع صـ ٩٩. (٥) أي: والضمير في "حذفها" عائد إلى ألف تُقَاتِه.