المصحف الشامي كما قرأ به ابن عامر (١)، وفي سائر المصاحف بياء صورة الهمزة والنون كما قُرِئ في السبعة أيضًا (٢)، وحاصله: أنه رسم في جميع المصاحف: أَئِنَّا بحرفين أي: سِنَّتَيْنِ فكل منهم فسرهما على وَفْق قراءته كما صرح به الجعبري (٣) وغيره (٤).
بألف الإطلاق؛ خبر لقوله:"نافع"، والمراد بقوله:"معًا" أي: هنا؛ سورة النمل وسورة الروم، وحذف العاطف من قوله:" فَنَاظِرَةٌ " و" سِحْرَانِ "، أي: ورسم قوله: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ} في النمل [آية: ٨١] وفي الروم [آية: ٥٣] في بعض المصاحف بدون ألف بين الهاء والدال كما قرأ به حمزة فيجعل {تَهْدِي} فعلًا مضارعًا، وينصب قوله:{الْعُمْيَ} على المفعولية، وفي بعضها بألف على أنه اسم فاعل أضيف إلى {الْعُمْيِ} كما قرأ به الباقون (٦) ورُسِم قولُه: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} في سورة النمل [آية: ٣٥] في بعض المصاحف بألف، وفي بعضها بغير ألف، ولم يقرأ أحد من السبعة (٧) بحذف الألف، ورسم قوله تعالى بالقصص [آية: ٤٨]: {قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا} في بعض المصاحف بألف بين السين والحاء، وفي بعضها بغير هذه الألف (٨)
(١) والكسائي. وانظر: الإقناع ٢/ ٧٢٠، والنشر ١/ ٣٧٣. (٢) قرأ الحرميان وأبو عمرو وعاصم وحمزة: بالاستفهام {أَئِنَّا}. انظر: النشر ١/ ٣٧٣. (٣) انظر: الجميلة صـ ١٥٤. (٤) هو السخاوي في الوسيلة صـ ١٩٨ - ١٩٩. (٥) المقنع صـ ١٣ و ٩٦. (٦) انظر: النشر ٢/ ٣٣٩، والكشف ٢/ ١٦٦، والإقناع ٢/ ٧٢١. (٧) بل ولا بقية العشرة. (٨) قال في الكشف ٢/ ١٧٤، ١٧٥: (قرأه الكوفيون بغير ألف بعد السين، تثنية سحر، … وقرأ الباقون بالألف بعد السين، تثنية ساحر) وانظر: النشر ٢/ ٣٤١، والإقناع ٢/ ٧٢٤.