بالشكل: المثل؛ لا المرادِف ولا الموازِن إلا بثبت (١)، و"كلَّ الباب"، مفعولٌ؛ أي: كلَّ كلِمِ الباب، و"مُعْتَبِرا" حال الفاعل أي: قايسًا ويريد بـ"كلمات" الكلمات الآتية في الأبيات أي: حذفَ ألفِ كلماتٍ آتيةٍ عن جميعِ رواةِ الرسومِ باتفاقِ المصاحفِ فكل كلمة نُصَّ على حذفٍ فيها فأجْرِ حُكْمَها فيه حيث جاءت وكيف تصرفت وإن عَرِيَتْ عن قيد العموم.
"لَاكِن": مرفوع المحل، خبر هي المقدر ضمير الكلمات، وقوله " أُولَئِكَ " إلى قوله: و" السَّلَامُ " معطوفات بمقدر أو ملفوظ مقرّر، وذِكرُ حذفِ الألف في قوله: حرفا " السَّلَامُ "(٣) لأنه من تتمة رواية نافع خاصة، وقوله:"فَرِدْ"؛ فعل أمر من ورد بمعنى وصل، "وغُدُرا"؛ مفعول، وهو بضمتين؛ جمع غدير وهو محل الماء المجتمع؛ وعبر عنه بالعلم (٤).
والمعنى: أن هذه الكلمات الثمانية في هذا البيت حذف ألفها حيث وقعت وعلى أي صفة كانت نحو: {لَكِنِ الرَّسُولُ}[التوبة: ٨٨] و {لَكِنِ اللَّهُ}[النساء: ١٦٦] و {وَلَكِنَّهُ}[الأعراف: ١٧٦]{وَلَكِنَّهُمْ}[التوبة: ٥٦]{أُولَئِكَ عَلَى}[البقرة: ٥ ولقمان: ٥]{أُولَئِكُمْ}[النساء: ٩١ والقمر: ٤٣]{اللَّائِي تُظَاهِرُونَ}[الأحزاب: ٤]{وَاللَّائِي يَئِسْنَ}[الطلاق: ٤]{ذَلِكَ الْكِتَابُ}[البقرة: ٢] و {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ}
(١) لما قرره قريبًا نقلًا عن الجعبري من قوله (وما ذكره في الأصول من المتعدد مطلقًا عم المماثل ولا يسري إلى النظائر إلا بثبت نحو: لكن أولئك إلى آخر البيت). (٢) المقنع صـ ١٦، ١٧، ٦٧. (٣) في البيت (٥٨) ونصه: مُرَاغَمًا قَاتَلُواْ لَامَسْتُمُ بهما حرْفَا السَّلَامِ رِسَالَاتِهْ معًا أَثَرا (٤) لعل صوابها أن يقول وعبَّر به عن العلم.