أي: رسم مصحف الشامي والمدني بـ"دونَ واوِ الَّذينَ"، والإضافة بمعنى: في؛ أي: بغير واوٍ في قوله تعالى في التوبة [آية: ١٠٧]: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} كما هو قراءة نافع وابن عامر، وفي بقية الرسوم بإثبات الواو كما هو قراءة الباقين (٢)، ويعلم من إطلاق الناظم أن مراده {الَّذِينَ اتَّخَذُوا}؛ لأنه أولُ واقعٍ بعد:{مِنْ تَحْتِهَا} وهو احتراز عن قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا}[التوبة: ١١٣] فإنه متفق الواو.
وحرفُ يَنشُرُكُمْ بالشَّامِ قد نُشِرَا (٣)
بألف الإطلاق على بناء المجهول، وضميره راجع إلى "حرفُ" وقد اكتفى في "يَنشُرُكُمْ" باللفظ عن القيد مع التلويح إلى التصريح بقوله: "قد نُشِرَا".
والمعنى: أن قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} في سورة يونس [آية: ٢٢] رسم في مصحف الشام بسِنَّتَيْنِ مختلفتين؛ إيماءً إلى الياء والنون قبل الشين المعجمة، كما هو قراءة ابن عامر (٤)، وفي سائر المصاحف:{يُسَيِّرُكُمْ} مِنْ التسيير كما قرأ به الباقون (٥)، فرسم بمركز الياء قبل السين وأخرى بعدها قبل الراء.
واعلم أن الناظم والمقنع لم يفصحا بفارق، إذ قول الناظم:"وحرف ينشركم" لا ينبئ عن كيفية رسمه في الشامي، وكذا قول المقنع: بالنون