وفي نسخة ذو ألفات وتقدير الكلام:" الرَّسُولَا و السَّبِيلَا تُرَى"؛ جملةٌ اسميةٌ، و"معَ الظُّنُونَا "؛ حال من ضمير "تُرَى"، والظرف والجارّان (٢) متعلقان بقوله: "تُرَى".
والمعنى: أن قوله تعالى في الأحزاب [آية: ١٠، ٦٦، ٦٧]{وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}{وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا}{فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} رسمت كل واحدة منها بألف متطرفة في مصحف الإمام الذي استخرجه أبو عبيد من بعض الخزائن وفاقًا لبقية الرسوم (٣)، قال أبو عبيد:(لم يختلف مصاحف الأمصار في إثبات الألف في الثلاثة)(٤) فكان إجماعًا (٥)، (وعلم من قوله: بالألفات أن المراد الألفُ المتطرفةُ لأن الأُوْلى ليست منها (٦)(٧)، ولفظ السبيل في سورة الأحزاب موضعان، ومراده الثاني وهو قوله {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} الأحزاب [آية: ٦٧]
(١) عزاها في الكامل ورقة ٢٤٧ إلى (مجاهد) وفي المحرر الوجيز ١٦/ ٢٠٧ إلى (مجاهد وعيسى الهمداني وبعض الكوفيين)، وكذا في فتح القدير ٥/ ٣٦٤، وروح المعاني ٣٠/ ٦، وذكرها بدون عزو القرطبي ١٩/ ١٧١، والبيضاوي ٥/ ٤٣٨، وأبو السعود ٩/ ٨٦. (٢) مراده بالظرف "لدَى" وبالجارين "بالألفاتِ" و"في الإمامِ". (٣) ذكره الداني في المقنع صـ ٣٨. (٤) هذه عبارة أبي عمرو في المقنع صـ ٣٩ أما أبو عبيد فقال في كتابه: (وقد رأيتهن في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان مثبتات كلهن بالألف، ثم أجمعت عليها مصاحف الأمصار، فلا نعلم أنها اختلفت). اهـ من الوسيلة صـ ٢٥٠. (٥) قال في النشر ٢/ ٣٤٨: (واتفقت المصاحف على رسم الألف في الثلاثة دون سائر الفواصل). (٦) يعني أن الألف الأولى ليست من الكلمات الثلاث بل هي زائدة للتعريف كما قال ابن مالك في الخلاصة: الـ حرف تعريف أو اللام فقط فنمطٌ عرفت قل فيه النمط. (٧) ما بين القوسين منقول بتصرف من الجميلة صـ ١٧٦، ١٧٧.