سِوَى تَوَلَّاهُ و الْأَقْصَى وحرف طَغَى … أَقْصَى وسِيمَاهُمُ في الفتح مُشتَهِرَا
أي: حال كون هذا الاستثناء مشهورًا وهو الاستثناء من "الياء في ألف ترى"؛ أي: استُثْنِيَ من القاعدة المذكورة في البيت الأول أصلٌ مُطَّرِد وسبعة أحرف؛ أما الأصل المُطَّرِد فسيأتي (٢)، وأما الأحرف السبعة فهي المذكورة في هذا البيت وهي {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} في إبراهيم [آية: ٣٦]، وخرج بالنون نحو:{وَعَصَى آدَمُ}[طه: ١٢١]؛ فإنه على أصله من كون ألفِه منقلبةً عن ياء، وخرج أيضًا:{عَصَايَ}[طه: ١٨]، فإن ألفه منقلبة عن واو، فهو أيضًا على أصله من رسمه بالألف، وأما قوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ} ففي سورة الحج [آية: ٤] فخرج بالهاء: {تَوَلَّى}(٣) و {طَغَى} في سورة الحاقة [آية: ١١]: {لَمَّا طَغَى الْمَاءُ}، وخرج بالصيغة {طُغْيَانِهِمْ}(٤)، ويقال: طَغَى بالواو والياء نحو: طَغَوْت وطغَيْت، و {أَقْصَى} المجرد عن الألف واللام في موضعين في القصص ويس {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى}[القصص: ٢٠]{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى}[يس: ٢٠]، وكذا {الْأَقْصَى} المعرَّف في سورة الإسراء [آية: ١]، و {سِيمَا} الفتح [آية: ٢٩] فخرج {بِسِيمَاهُمْ} بالرحمن والبقرة (٥).
(١) المقنع صـ ٦٤. (٢) في البيت ٢٢٨. (٣) وردت في القرآن مرارا أولها: [البقرة: ٢٠٥]. (٤) وردت في القرآن مرارا أولها: [البقرة: ١٥]. (٥) قوله تعالى: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: ٢٧٣] {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن: ٤١].